رام الله 12-8-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 3-8 وحتى 9-8-2025.
وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (424) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وضد إقامة الدولة الفلسطينية، والدعوة إلى تعزيز الاستعمار، والتحريض ضد أي مؤسسات أو جهات تدعم الحقوق الفلسطينية.
جاء في صحيفة "معاريف" مقال تحريضي، بعنوان: في العالم يُصرّون على التمسك بفكرة إقامة دولة فلسطينية، مع تجاهل كارثة المحتجزين، ينزع الشرعية عن الفلسطينيين، ويعرضهم كغير قادرين على إدارة أنفسهم، أو على إقامة دولة، فالمقال يُهاجم فكرة الدولة الفلسطينية بوصفها "فكرة عبثية"، في تجاهل تام للحقوق الوطنية المشروعة.
وجاء فيه: الدليل على تقادم الشرق الأوسط هو المبادرة الفرنسية للاعتراف بدولة فلسطينية. مبادرة حظيت بالفعل بموافقة ودعم من أكثر من مئة دولة، من بينها قوى غربية كبرى ودول أوروبية مركزية تُعتبر صديقة لإسرائيل. هذا الاصطفاف لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية يُعدّ عرضًا للنفاق والسخرية. والأسوأ من ذلك – خطوة تُثبت الجهل والتبلّد تجاه واقع الشرق الأوسط، وبالتالي تُقوّض بشكل لا رجعة فيه فرص قيام شرق أوسط جديد في المستقبل.
وأضاف: ليس الأمر مجرد عبث. إنها فكرة عبثية خطيرة. فلنُفترض أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستنعقد في سبتمبر المقبل، ستصادق بأغلبية كبيرة على إقامة دولة فلسطينية. من سيُقيم مثل هذه الدولة؟ لا توجد أمة أو شعب عمل بهذه الجدية، وبذل هذا القدر من الجهد وحقق هذا القدر من النجاح في تحويل ما يصفه بـ"النكبة"، الكارثة الوطنية، إلى واقع دائم وأبدي – كما فعل الفلسطينيون، وبالأخص أولئك الذين يُعتبرون ممثليهم في الساحة الدولية.
وفي صحيفة ذاتها، نشر مقال تحريضي آخر، بعنوان: من الذي لديه مصلحة في عدم الحديث عن الثمن الذي سندفعه إذا أوقفنا الحرب الآن؟ يعامل غزة كوحدة واحدة دون تمييز بين المدنيين وحماس، ما يبرر العقاب الجماعي وينزع الإنسانية عن أكثر من مليوني شخص.
في الوقت نفسه، يهاجم المقال بعنف كل الأصوات الإسرائيلية التي تنتقد الحرب، أو تدعو لإنهائها، من صحفيين إلى قادة أمنيين سابقين، ويصوّرهم كأدوات بيد العدو. لا يُناقش موقفهم بجدية، بل يُتهمون بأنهم ينفذون مخططًا كتبه حماس، ما ينزع الشرعية عن أي خطاب نقدي.
وأبرز ما تطرق إليه المقال: مقابلتان بُثّتا عبر هيئة البث "كان" يوم الخميس الماضي – الأولى في الراديو والثانية في التلفزيون – عكستا جيدًا إلى أي مدى الخطاب الداخلي في إسرائيل، سواء الإعلامي أو السياسي، يخدم حماس ويستند إلى أرضية هشة من الحقائق. بعبارة أخرى، من الأسهل تصوير المجتمع الإسرائيلي على أنه منقسم بين طيبين وأشرار، بين من يريدون إطلاق سراح المحتجزين ومن يتمنون موتهم، وبين من يسعون إلى إنهاء الحرب وبين من يعشقون القتال والموت – بدلًا من التعامل الجاد مع الواقع.
وأضاف: مرة تلو الأخرى نسمع السؤال الموجّه إلى من يطالبون بتوسيع الحرب لحسمها ضد حماس: "وماذا عن خطر يهدد حياة المحتجزين؟". وهذا سؤال مشروع ومهم. ولكن، في المقابل، لا يمكن إجراء مقابلات مع عدد لا يُحصى من الخبراء والمحللين والجنرالات الذين يؤيدون وقف الحرب، دون أن نوجّه إليهم أيضًا بعض الأسئلة الطبيعية في ضوء موقفهم.
وفي صحيفة "مكور ريشون"، اعتمد مقال بعنوان، "استفيقوا: زعماء أوروبا يقودون نحو كارثة"، على سردية مطلقة تُجرّم كل انتقاد خارجي لإسرائيل وتُحوّله إلى خيانة أو تواطؤ مع الإرهاب، حيث يتم تصوير الاعتراف بدولة فلسطينية كجائزة للقتلة، ما يُفرغ أي مسعى دبلوماسي فلسطيني من شرعيته، ويصوره كامتداد مباشر لهجوم 7 أكتوبر.
المقال يُدمج الماضي بالحاضر عبر استدعاء المحرقة والمجازر لإغلاق أي نقاش أخلاقي أو قانوني حول الحرب الحالية، ويخلط بين الإسلاميين، واليسار، والنشطاء الغربيين، وحتى زعماء دول، في معسكر واحد من "أعداء إسرائيل"، بشكل يُغذي عقلية الحصار والمواجهة الدائمة.
وفيما مقتطفات من المقال: بدل أن يُظهر زعماء العالم قدرًا من المسؤولية، هم يقودون مرة أخرى إلى الكارثة التي يعيشها الإسرائيليون والفلسطينيون. الدول التي تواصل التدخّل في شؤون الشرق الأوسط مرة بعد مرة، دون أن تتحمل عواقب أفعالها، تروّج لحلول مدمّرة ولا تتعلم من أخطائها. بدل أن يقودوا الطريق، الزعماء يُساقون خلف الموجة.
إذا أراد زعماء أوروبا تبني سياسة مسؤولة، فعليهم أن يعلنوا بشكل واضح وحاسم: التنظيم الإرهابي الذي بدأ الحرب على إسرائيل هو المسؤول عن اندلاعها واستمرارها، وهو المسؤول أيضًا عن ظروف المعيشة في غزة.
"استراتيجية الإرهاب: الاعتراف بدولة فلسطينية هو مجرد البداية"، مقال آخر نشر في صحيفة "مكور ريشون"، يُصوَّر المسار الدبلوماسي الفلسطيني كتهديد وجودي، لا كجزء من مشروع سياسي مشروع، ويُنتزع من الاعتراف الدولي طابعه القانوني، ويُقدَّم كأداة لمحاصرة إسرائيل، في محاولة لتحويله إلى سلاح نفسي وسياسي.
كما يوصف الإجراءات المدنية والسلمية بلغة عسكرية، ما يعيد إنتاج ثنائية "نحن مقابل العالم". بدلاً من تحليل سياسي، تنشأ سردية خوف تؤطر كل اعتراف بفلسطين كتمهيد لانهيار قادم، دون فتح أي مجال لنقاش عقلاني حول حقوق أو تسويات.
فحسب المقال: دولة فلسطينية عاصمتها القدس، تشكل تهديدًا وجوديًا واضحًا وأكيدًا من الناحية الأمنية. لكن أبعد من ذلك، ومن منظور خلاص إسرائيل الأبدي – فإنها تمثل تهديدًا وجوديًا جوهريًا. الأغلبية الإسرائيلية مطالبة بالتوحد في مواجهة هذا التهديد.
صحيح أننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد، لكن من الصعب تجاهل الإشارات العالمية منذ السابع من أكتوبر. فبمجرد أن تعترف كتلة حرجة من الدول بالدولة الفلسطينية، ستبدأ الآلية بالتحرك بوتيرة أسرع. ليس لأن أحدًا خطط كل شيء مسبقًا، بل لأن العملية تكتسب زخمًا من تلقاء نفسها.
والصراع لتصوير إسرائيل كـ"منبوذة" ليس مجرد نزوة هامشية. إنه مدروس ويتقدم بسرعة. والفلسطينيون ليسوا "غير مبالين برأي العالم"، بل هم الذين حولوا تشكيل الرأي العام العالمي إلى اختصاص.. هذه هي الصورة: ليس مجرد عنوان في فرنسا، بل انقلاب عالمي. يمكنكم مواصلة وصف من يعترفون بـ"الكذبة" هذه بأنهم "معادون للسامية" أو "منافقون"، فقط لا تقولوا إن ذلك لا يهم. لأنه يهم، وهذه مجرد البداية.
"لا يجوز تسليم المفاتيح للقتلة باسم الشفقة المبرّرة على أطفال غزة"، عنوان مقال آخر في الصحيفة ذاتها، ينطلق كاتبه من موقعه كحاخام ليمنح صبغة دينية للمواقف السياسية، ما يضفي شرعية أخلاقية على استمرار الحرب رغم معاناة المدنيين.
ويرفض كاتب المقال الحاخام حاييم نڤون تحميل إسرائيل أي مسؤولية عن المجاعة في غزة، وينقل العبء بالكامل إلى سكان القطاع، مستخدمًا أمثلة تاريخية لتبرير العقاب الجماعي، ويعيد صياغة مفردات الرحمة لتخدم أجندة ترفض أي تسوية وتشرعن استمرار العنف.
وجاء فيه: إذا لم يكن من المسموح للدولة المُعتدى عليها اتخاذ أي خطوة قد تمسّ مدنيي العدو، فيجدر منذ الآن تسليم مفاتيح العالم للقتلة.
في صحيفة "يسرائيل هيوم"، تطرق مقال بعنوان: "لا مفرّ: الحقيقة المؤلمة التي على نتنياهو أن يقولها للجمهور"، يصوّر الفلسطيني كعدو أبدي، لا كخصم سياسي، ويتعامل مع كل أشكال وجوده المدني – جمعيات، فنانين، حتى الأماكن المقدسة – كامتداد مباشر لتنظيمات إرهابية.
فالمقال يمحو الحدود بين النشاط الاجتماعي والعمل العسكري، فيجعل من كل تبرع، كل فعالية، كل منشور على فيسبوك، دليل إدانة، ويتهم العمل الخيري بأنه "غطاء للمقاومة"، والصوت السياسي بأنه تحريض، ويربط بين الوجود الفلسطيني في القدس وبين مؤامرة لتهويد المدينة، ما يخلق رواية يَصعُب معها تصور الفلسطيني كشريك في واقع مشترك.
في خلفية المقال، هناك استعارة مستمرة للفلسطيني كتهديد داخلي، كجسم سرطاني يعمل من داخل مؤسسات مدنية، ومن تحت قبة الكنيست، لتقويض الدولة، هكذا تبنى رواية تُخرج الفلسطيني، حتى المعتدل والمؤسسي، من دائرة الشرعية، وتحفز القارئ على النظر إليه باعتباره خطرًا يجب اجتثاثه، لا مواطنًا صاحب قضية.
رصد التحريض والعنصرية على منصة "إكس"
ايتمار بن غفير (وزير الأمن القومي- قوة يهودية)
الفيديوهات المروعة لحماس تأتي على خلفية شيء واحد- محاولتهم لخلق ضغط على دولة إسرائيل. وأنا أقول بالذات من هنا، من جبل الهيكل، في المكان الذي أثبتنا فيه انه يمكن أن نفرض السيادة والحكم- بالضبط من هنا يجب أن نمرر رسالة: والاهتمام انه عندما نحتل كل قطاع غزة، سوف نعلن السيادة على كل قطاع غزة، نسقط كل اتباع حماس، ونشجع الهجرة الطوعيّة. فقط في هذا الشكل سوف نعيد كل المختطفين وننتصر في الحرب.
وفي تغريدة أخرى له: إعادة نشر تغريدة لعضو البرلمان الهولندي غيت فيلديرز
قائد أوروبي مستقيم، صاحب اخلاق وشجاع، امام جماعة من قادة منافقين الذين يروجون للإرهاب الإسلامي.
استيقظي أوروبا، لقد تم احتلالكم من الداخل على يد الإسلام المتطرف.
تسفي سوكوت (عضو كنيست- الصهيونية المتدينة)
إعادة نشر تغريدة لإذاعة الجيش الإسرائيلي
عضو الكنيست تسفي سوكوت في لقاء مع جوني كوهن: "أناشد رئيس الحكومة التوقف عن المفاوضات- انه تفاوض فاشل، كل يوم هو يستمر فيه هو يوم لا يجد المختطفون فيه مهرب".
وفي تغريدة أخرى: سيدي رئيس الحكومة، يجب إيقاف كل المفاوضات التي باتت عقيمة فورًا.
كل يوم يمر هو مضيعة لوقت حماس، ويشكل خطرًا على حياة مختطفينا، ويبعد عودتهم ويبعد النصر التام.
يتسحاك كرويزر (عضو كنيست- قوة يهودية)
يجب إيقاف المساعدات، إلى أن تتم استعادة آخر المختطفين.
بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية- الصهيونية المتدينة)
ما يؤلم الإعلام ليس الكتابة السخيفة على الجدران التي لا يلاحظها أحد، بل حقيقة أننا تبارك الله نقود في يهودا والسامرة ثورة استيطانية وأمن لم نشهدها منذ عقود.
يسعدنا أن نقود تصحيح التهجير من شمال السامرة وتجديد الاستيطان في مستوطنة أنور، انطلاقًا من حبنا الكبير للشعب والإنسانية.
وفي تغريدة له: نصحح الحماقة!
بعد 20 عامًا من التهجير- نعود الى سا- نور (اسم مستوطنة تم اخلاؤها من قطاع غزة).
وفي تغريدة ثالثة: للأسف خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر فقدت الثقة من مقدرة ورغبة رئيس الحكومة في قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي من اجل الاخضاع والانتصار.
أفيغدور ليبرمان (عضو كنيست- إسرائيل بيتنا)
التاسع من آب (ذكرى خراب الهيكل)، يذكرنا بما سيحدث عندما يكون الشعب منقسم- نبع الخراب من الكراهية المفرطة.
اليوم، المخطوفون يقبعون في أنفاق حماس والمجتمع الإسرائيلي يتمزق من الداخل.
حكومة لا تنقذ أبناءها، تعمق من انشقاق الشعب ولا يوجد لها الحق بالوجود.
وفي تغريدة أخرى: جنودنا يحاربون ويسقطون في غزة، المخطوفون يقبعون في الأنفاق- والحكومة تقوم بتزويد حماس بالوقود.
13 شاحنة وقود في رفح، صورة تم التقاطها اليوم.
جدعون ساعر (وزير الخارجية- امل جديد)
يوجد طعام في غزة
تتعمد حماس بتجويع المختطفين.
دعوهم يذهبوا الآن.
بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة الإسرائيلية- الليكود)
لن نحتل غزة، بل سنحررها من حماس.
ستُنزع أسلحة غزة، وتُنشأ إدارة مدنية سلمية، لا تتبع السلطة الفلسطينية، ولا حماس، ولا أي منظمة إرهابية أخرى.
سيساعد هذا في تحرير مختطفينا، ويضمن عدم تشكيل غزة تهديدًا لإسرائيل في المستقبل.
جدعون ساعر (وزير الخارجية الإسرائيلي)
على حد تعبيره، يعترف القيادي في حماس، غازي حمد: الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو إحدى ثمار السابع من أكتوبر.
لا تدعوا الإرهاب يجني ثماره.
ـــــــــــ
س.ك