البيرة 12-8-2025 وفا- نظمت مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، الاعتصام الأسبوعي في ساحة مركز البيرة الثقافي، بمدينة البيرة، رفضا لاستمرار حرب الابادة، وسياسة التجويع، واحتجاجا على استهداف الصحافة، ونصرة للأسرى.
وشارك في الاعتصام ذوو معتقلين وأسرى محررون، وممثلون عن مؤسسات الأسرى والقوى والفصائل وعدد من الصحفيين، ورُفعت خلاله صور عشرات المعتقلين، وعدد من الشهداء الصحافيين الذين ارتقوا في قطاع غزة، ويافطات تندد بانتهاكات الاحتلال وجرائمه.
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، إن دولة الاحتلال أرادت منع نقل صورة ما يجري في قطاع غزة، عبر ارتكاب أبشع مجزرة في تاريخ الإنسانية بقتلها ما لا يقل عن 238 صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام خلال حرب الإبادة، سبعة منهم خلال اليومين الماضيين.
وذكر أن نقابة الصحفيين تواصل العمل على صعيد المحاكم الدولية والمؤسسات الأممية، لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وهي ماضية في تقديم كافة الأدلة والإثباتات والشهادات التي تدين الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين.
ونوه أبو بكر في ذات الإطار إلى صحفيين إسرائيليين يحرضون على قتل الصحفيين الفلسطينيين، وقال إنهم بذلك يمثلون جزءا من أدوات دولة ويعتبرون شريكا في جرائم القتل.
وأكد أن نقابة الصحفيين ستبقى الوفية والأمينة لأرواح الشهداء وللأسرى والجرحى من الصحفيين، الذين كانوا في مقدمة الصفوف وغطوا بكل شجاعة ومهنية الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
وتابع: "هم خيرة العاملين في حقل الصحافة على وجه الأرض، بما يتحلون به من شجاعة وبسالة بإشادة كل صحفيي العالم".
وأشاد بالصحفيين في قطاع غزة على وجه الخصوص، الذين غطوا أخبار المجازر وحرب الإبادة الجماعية تحت قصف الطائرات والدبابات وبين الرصاص، وفي ظل سياسة التجويع، وداخل خيام لا تصلح نهائيا للحياة الإنسانية، ودفعوا بحراً من الدماء من أجل نقل الحقيقة إلى العالم.
وبين منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر، أن ارتقاء 238 شهيدا في صفوف الصحافيين الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يؤكد أن دولة الاحتلال ماضية وبإمعان في استهداف الإعلاميين من أجل إسكات الحقيقة ومنع انتشارها.
واستعرض بكر بعض الإحصائيات التي تدلل على حجم الجريمة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين خلال حرب الإبادة في قطاع غزة.
وقال: "خلال ست سنوات من الحرب العالمية الثانية، ما بين عام 1939 وحتى عام 1945، فقد 69 صحفيا حياتهم فقط، وفي الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على فيتنام، سقط 63 صحفيا قتيلا على مدار 20 عاما، وخلال الحرب الكورية فقد 17 صحفيا حياتهم على مدار ثلاث سنوات، وفي الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا سجل مقتل 17 صحافيا".
ونوه إلى أن المادة 79 من اتفاقيات جنيف تنص بشكل واضح على حماية الصحفيين وقت الحرب، فيما يطالب القانون الدولي الإنساني بحماية الصحفيين وقت الحرب، بينما يدعو قرار مجلس الأمن رقم 222 بشكل واضح وصريح إلى حماية الصحفيين وقت الحرب.
وتساءل: أين ذهبت هذه القرارات وهذه القوانين الدولية؟ ولماذا لا يتم تفعيلها عندما يتعلق الأمر بالصحفيين وبالشعب الفلسطيني في حرب الإبادة المتواصلة؟
وطالب منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة بإقصاء وإسقاط عضوية دولة الاحتلال في الهيئات والمؤسسات الدولية بما فيها الاتحاد الدولي للصحفيين، كإجراء مباشر على ما ترتكبه من جرائم، وبإرادة دولية، تحت مظلة الأمم المتحدة ومؤسساتها.
وأكد أن الصمت الدولي لم يعد مقبولا أمام الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، بما يتوجب العمل على إنفاذ القانون الدولي بمحاسبة قوة الاحتلال ومحاكمة مجرمي الحرب في دولة الاحتلال، والعمل بالتوازي مع ذلك على إيفاد لجان تحقيق دولية متخصصة وتوفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين.
من جانبه، تطرق رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها المعتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي بفعل إجراءات القمع والتنكيل التي ازدادت وتيرتها بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أدى لاستشهاد 76 أسيرا.
وقال، إن الأسرى والأسيرات يعيشون أوضاعا كارثية بفعل الإجراءات التي تمارسها بحقهم إدارة سجون الاحتلال، والتي تشمل القتل والتعذيب والتجويع والإهمال الطبي ومنع الزيارة ولقاء المحامين، وحرمانهم من الملابس ومواد النظافة الشخصية وغيرها من المواد الأساسية.
وأشار شومان إلى أن سياسات الاحتلال أدت لتفشي عدة أمراض داخل السجون، وفي مقدمتها الجرب الذي أصيب به الآلاف من الأسرى، موضحا أن الانتهاكات تمارس في السجون على مرأى ومسمع المؤسسات الحقوقية والعالم أجمع، وكأن دولة الاحتلال فوق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ــــــــــ
ر.س/س.ك