الخليل 29-9-2025 وفا– انطلقت، اليوم الاثنين، في حرم جامعة بوليتكنك فلسطين، فعاليات مؤتمر "الهندسة من أجل فلسطين" والمعرض الهندسي المصاحب، تحت رعاية رئيس الوزراء محمد مصطفى، وبالتنظيم المشترك بين الجامعة ونقابة المهندسين – مركز القدس، وبمشاركة واسعة محلية ودولية.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 360 باحثًا يمثلون 55 جامعة من 25 دولة، قدّموا 84 ورقة علمية محكّمة، ما يعكس زخماً أكاديميًا دوليًا ويؤكد مكانة القضية الفلسطينية في الساحات البحثية والعلمية حول العالم. ويُنظر إلى المؤتمر كمنصة علمية رائدة تهدف إلى تسخير أدوات الهندسة والتكنولوجيا لمعالجة التحديات الوطنية، وتقديم حلول عملية تواكب احتياجات التنمية في مختلف القطاعات.
وحضر حفل الافتتاح كل من وزير التعليم العالي أمجد برهم ممثلاً عن رئيس الوزراء، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس مجلس أمناء الجامعة أحمد سعيد بيوض التميمي، ونقيب المهندسين طارق عبد المجيد الزرو، ورئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز عدنان سمارة، ورئيس الجامعة مصطفى أبو الصفا، ورئيس المؤتمر إياد الهشلمون، إلى جانب نخبة من أعضاء مجلس النقابة، وشخصيات أكاديمية وهندسية، وممثلين عن مؤسسات محلية ودولية.
وأكد التميمي في كلمته أن احتضان المؤتمر يعكس شراكة استراتيجية بين القطاع الأكاديمي ونقابة المهندسين، بما يسهم في توحيد الجهود نحو إيجاد حلول هندسية وطنية ومستدامة، مشدداً على أن البحث العلمي يشكل رافعة للتنمية وصمام أمان في مواجهة الأزمات. وأوضح أن المؤتمر يتناول قضايا محورية تمس حياة المواطنين كالنقل، والطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، وإعادة تدوير الركام، داعياً إلى البناء على مخرجاته وتحويلها إلى خطوات عملية.
من جانبه، أشاد برهم بالجهود التي بذلت لإنجاح المؤتمر، واعتبره تجسيدًا للإيمان بأهمية المعرفة في خدمة الوطن، مؤكداً التزام وزارته بتنظيم امتحانات الثانوية العامة في قطاع غزة رغم التحديات. أما الزرو، فأكد أن انعقاد المؤتمر رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني ماضٍ في بناء مستقبله رغم الاحتلال، موضحًا أن النقابة طوّرت منظومة العمل الاستشاري والهندسي، وقدمت الدعم للخريجين من خلال مراكز تدريب متخصصة.
بدوره، شدد سمارة على استعداد المجلس الأعلى للإبداع والتميز لتبني مشاريع نوعية منبثقة عن المؤتمر، معتبرًا أن الأوراق العلمية المقدمة تفتح آفاقًا جديدة للتطوير رغم صعوبة الظروف الوطنية. في حين لفت أبو الصفا إلى أن المؤتمر يجسد التزام الجامعة بدورها كمصدر للمعرفة وحاضنة للحلول العلمية المرتبطة باحتياجات المجتمع، مع التأكيد على أهمية الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في صياغة المستقبل.
أما رئيس المؤتمر إياد الهشلمون، فأوضح أن فكرة المؤتمر انطلقت منذ أكثر من عام ونصف برؤية استراتيجية لإنتاج حلول هندسية قابلة للتطبيق منسجمة مع خصوصية الواقع الفلسطيني، مبيناً أن المؤتمر نُظم عبر عشرة محاور علمية متخصصة عملت كلجنة مصغرة مستقلة، ما أضفى عليه طابعاً بحثياً متميزاً.
ورافق المؤتمر معرض هندسي تخصصي شاركت فيه شركات ومؤسسات محلية ودولية، عرضت أحدث الحلول والتقنيات في مجالات الطاقة والمياه والإنشاءات والتحول الرقمي، فيما شارك متحدثون رئيسيون من داخل الوطن والشتات في الجلسات العلمية، بما أضفى بعداً وطنياً جامعاً.
ويُذكر أن مؤتمر "الهندسة من أجل فلسطين" يعد من المبادرات العلمية النوعية على مستوى فلسطين والمنطقة، حيث يسعى إلى ربط البحث العلمي الهندسي بالواقع العملي، وتحويله إلى أداة فعلية للتغيير المجتمعي والاقتصادي، وخلق بيئة تفاعلية بين الباحثين والقطاع الخاص وصنّاع القرار، بما يساهم في تعزيز فرص تنفيذ المشاريع وتوسيع دائرة التأثير.
ـــــــــــــ
ج.ت/ ف.ع