أهم الاخبار
الرئيسية شؤون إسرائيلية
تاريخ النشر: 29/09/2025 12:05 م

"وفا" ترصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي

 

رام الله 29-9-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 21-9-2025 وحتى 27-9-2025

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (431) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والعديد من المقالات اعتمدت خطابًا استعماريًا واضحًا، ومحرضا على الدول التي اعترفت بدولة فلسطين.

وصف الصحفي أورلي غولدكلنغ في مقال كتبه بصحيفة "مكور ريشون"، الدول التي تعترف بدولة فلسطين بالمعادية لليهود وإسرائيل.

وقال في مقاله الذي حمل عنوان " هذا ليس جائزة للإرهاب بل دعمًا مباشرا له": الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب دول منفصلة عن الواقع الإرهابي في الشرق الأوسط يندرج ضمن سلسلة من أحداث معادية لليهود ومعادية لإسرائيل في أنحاء العالم، والتي بدت ظاهريًا كرد فعل على عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

وتعامل الصحفي في مقاله مع الفلسطينيين كجماعة متماهية مع الإرهاب ينبغي نزع الشرعية عنها. بهذا، وليس كضحايا استعمار واستيطان، مغلقا أي إمكانية لتسوية سياسية، إذ لا يترك مجالًا للاعتراف بالحقوق الوطنية للفلسطينيين أو بمشروعية نضالهم، بل يحصر الأمر في معادلة أمنية أحادية الجانب.

ويحاول الكاتب تبرير ما يحدث بأن إسرائيل ضحية، لتبرير استمرار الاحتلال وتبييض الاستيطان والسيطرة العسكرية. وبذلك يُعاد إنتاج السردية الرسمية التي تحجب جذور الصراع وتُحوّل إسرائيل من قوة استعمارية قائمة إلى كيان "محاصر"، بينما تُمحى مسؤوليتها عن عقود من قمع الشعب الفلسطيني.

والصحيفة ذاتها "مكورريشون" كتب الصحفي شاي ألوب مقالا يؤكد ضرورة فرص السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مشرعا الاستيطان باعتباره الأمن والأرض هي السيادة.

وقال في مقاله الذي جاء بعنوان: "فرض السيادة: ليس نزوة سياسية بل ضرورة الواقع": "فوجئت من المقالات العديدة التي نشرها كتّاب رأي ومحللون سياسيون مرتبطون بالمعسكر القومي الأسبوع الماضي، بما في ذلك في هذه الصحيفة، والتي حذّرت من خطوة أحادية الجانب لفرض سيادة كاملة على يهودا والسامرة. من مضمون هذه المقالات برزت مخاوف من أن فرض السيادة في هذا التوقيت قد يعرّض اتفاقيات أبراهام التاريخية، التي وُقعت في أواخر ولاية ترامب الأولى، للخطر. أحد المحللين ذهب أبعد من ذلك فحذّر من أن فرض السيادة الآن قد يتضح أنه "كارثة أوسلو" بالنسبة لمعسكر اليمين".

وأضاف: "أود أن أرد على أصحاب الرؤى السوداوية وأضع الأمور في نصابها: فرض السيادة على أراضي يهودا والسامرة لا ينبع من نزوة سياسية أو كرد فعل على تطور جيوسياسي معين، بل هو ضرورة وجودية وأمنية من الدرجة الأولى".

النص يؤطر الضم والاستيطان باعتبارهما حقيقة وجودية وشرطًا للأمن، فيحوّل الوضع الراهن إلى مسألة قدرية غير قابلة للنقاش، ويصوغ الاستيطان كقيمة تاريخية مطلقة لا كملف استعماري مثير للجدل. وبدل الاعتراف بالمسؤولية عن فشل أوسلو أو عواقب التوسع الاستيطاني، يُقدَّم الفلسطينيون حصراً كمصدر للإرهاب والفوضى، ما يعزز صورة عدو مطلق لا يمكن التسوية معه. هذا البناء الخطابي يسعى في الوقت نفسه إلى إبطال الشرعية عن أي نقد دولي عبر وصمه بالنفاق أو العداء لإسرائيل،

وفي صحيفة "معاريف" قالت الكاتب عنات هوخبيرغ-مروم إن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس مجرد دلالة رمزية بل يؤشر على عهد جديد"، مضيفا أن الختم الذي منحته الجمعية العامة للأمم المتحدة لحل الدولتين مرشح لتغيير وجه الشرق الأوسط، وإعادة تشكيل علاقة إسرائيل بالعالم العربي-الإسلامي، وإعادة تعريف مكانتها في الساحة الدولية".

وتابعت: "الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يشكل نقطة تحول تاريخية تفتح عهدًا جديدًا في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. الخطوة، التي أقرت بالفعل في تموز الماضي في مؤتمر نيويورك بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تستند إلى مسار سياسي متدرج يهدف إلى إنهاء الصراع والحرب في قطاع غزة".

ووصفت المقال الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين بما في ذلك معظم دول الاتحاد الأوروبي، ومن بينها بريطانيا، وكندا وأستراليا، باختراق دراماتيكي يمنح اعترافًا دوليًا واسعًا، ووزنا دبلوماسيًا وأهمية تتجاوز بكثير مجرد لفتة رمزية، وهذا الاعتراف خطوة تحمل في طياتها تبعات جيوسياسية واستراتيجية وأمنية جوهرية. خطوة ستغير وجه الشرق الأوسط.

المقالة تعكس نجاح مسار دبلوماسي طويل قادته القيادة الفلسطينية منذ أوسلو، يقوم على تدويل القضية الفلسطينية والرهان على الشرعية الدولية. وهي تُظهر أن الاعتراف بفلسطين لم يعد مجرد شعار بل تحول إلى قرار تتبناه غالبية دول العالم، ما يعزز مكانة السلطة كعنوان شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. كما أن النص يكشف تراجع قدرة إسرائيل على منع هذا التوجه رغم اعتراضها، ويوضح أن واشنطن تجد نفسها في عزلة متزايدة، وهو ما يفتح نافذة للضغط عليها للعودة لمسار تفاوضي جاد.

من جهته، حرض الصحفي ران يشي في مقال نشره بصحيفة "معاريف" على الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين، واتخاذ خطوات أحادية من الجانب الإسرائيلي تجاه هذه الدول وقنصلياتها،

وقال: "اعتراف بريطانيا وفرنسا هذا الأسبوع بدولة فلسطينية – في تناقض صارخ مع جميع الاتفاقات ذات الصلة التي كانتا طرفًا فيها كعضوين في مجلس الأمن الدولي وكعضوين (بريطانيا عضو سابق) في الاتحاد الأوروبي، بصفتهما «شاهدتين» تقريبًا – هو خطوة غير مسبوقة في جرأتها تجاه دولة ذات سيادة ما زالتا تدّعيان أنها "صديقة" بل حتى "حليفة"، وفي كل الأحوال شريكة في نادي الدول الديمقراطية.

وأضاف أن هذه الخطوة الفاضحة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة لسياسة تجاهل إسرائيلية طويلة الأمد لاستفزازات متكررة، خصوصًا من جانب فرنسا، التي مسّت مرارًا وتكرارًا بمكانة إسرائيل كدولة مستقلة ذات سيادة وبمفهوم سيادتها في القدس".

وصور المقال النشاط الدبلوماسي الفرنسي والبريطاني في القدس وكأنه "نشاط تخريبي" مرتبط بدعم الإرهاب، ما يجرّد الفلسطينيين من أي شرعية سياسية أو حقوقية. ولم يكتب بالتحليل بل قدم مقترحات للرد على هذه الدول بخطوات عقابية مباشرة، مثل سحب التأشيرات وإلغاء الامتيازات الدبلوماسية، وهو ما يهدف إلى خنق أي حضور دولي يدعم الفلسطينيين. التركيز على البناء الفلسطيني في مناطق C يُعرض كتهديد للسيادة الإسرائيلية بدل اعتباره حقًا إنسانيًا أو مدنيًا، مما يرسّخ صورة الفلسطيني كخصم دائم. بهذه اللغة يُعاد إنتاج منطق المواجهة مع الفلسطينيين ومع داعميهم بدل أي تفكير بتسوية سياسية.

وهاجم الصحفي موشيه كلوجهافت في صحيفة "يسرائيل هيوم" الأمم المتحدة واصفا إياها بالمنظمة الإرهابية، وذلك على خلفية الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين.

وقال: إن 138 دولة أيدت القرار بضم فلسطين كدولة إلى الأمم المتحدة، وسمّوها "دولة مراقبة غير عضو". هذا الارتقاء الدراماتيكي كان كافيًا للانضمام إلى المعاهدات الدولية والحصول على تفويض للتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. لم يحدث هذا الأسبوع، بل في 29 تشرين الثاني 2012، لكن الأكثر إثارة للاهتمام هو ما حدث قبل ذلك.

المقال يعيد إنتاج خطاب يعتبر الأمم المتحدة طرفًا معاديًا لإسرائيل، ويصفها بكونها "منظمة إرهابية"، وهو توصيف يشيطن مؤسسة دولية بأكملها بدل نقد قراراتها. هذه الصياغة تستبدل النقاش القانوني والحقوقي بلغة صدامية، ما يبرر سياسات القوة الإسرائيلية كـ"حق دفاع مطلق". المقال أيضًا يوظّف أحداث العنف والهجمات لتصوير الفلسطينيين كفائزين "بجائزة الإرهاب" من الأمم المتحدة، في محاولة لنزع الشرعية عن أي اعتراف بحقوقهم. النتيجة هي دفع الرأي العام نحو القطيعة مع القانون الدولي وإضفاء شرعية على رفض التسوية السياسية.

وفي صحيفة "معاريف" كتبت انا برسكي أن الاعتراف الغربي بدولة فلسطينية لم تعد مجرد رمزية فارغة بل يغيّر قواعد اللعبة.

المقال يختزل الاعتراف بدولة فلسطينية إلى أداة ضغط على إسرائيل، ويُعرضه كديناميكية غربية هدفها التأثير على القدس لا كاستجابة لحق أصيل للشعب الفلسطيني. الكاتبة تركز على التآكل الدبلوماسي والضغوط الاقتصادية والأكاديمية ضد إسرائيل، متجاهلة تمامًا السياق التاريخي لحرمان الفلسطينيين من السيادة. كما أن المقال يضع واشنطن في موقع "المظلّة الواقية"، ما يعكس رؤية تعتبر الفلسطينيين مجرد ملف يُدار في لعبة مصالح بين العواصم الغربية وإسرائيل. في هذا الإطار، تتحول فكرة الدولة الفلسطينية من حق تقرير مصير إلى تهديد سياسي لإسرائيل يجب امتصاصه بخطوات شكلية لا أكثر.

التحريض في العالم الافتراضي

قال عضو كنيست الصهيونية المتدينة تسفي سوكوت على صفحة عبر منصة "إكس": سيادة الشعب اليهودي على الوطن اليهودي ليس مرتبطًا بأي جهة خارجية. حبيب أو صديق مهما يكن، مقابل الاعتراف الجنوني لدول أوروبا في دولة إرهاب فلسطينية يجب تطبيق السيادة في هذه الدورة.

وكتب عضو كنيست- حزب قوة يهودية ليمور   سون هارميلخ عبر منصة "إكس": وجه الانتصار المطلق.. بعد أحداث (7 أكتوبر) لا يوجد مكان للمزيد من الأوهام الإضافية: فقط سيادة إسرائيلية في غزة التي ستضمن أمن حقيقي. ليس المزيد من الكيان العدو الذي ينشأ تحت انوفنا انما عودة شعب إسرائيل الى موطنه، مستوطنة جديدة في غزة تحت سيادة إسرائيلية تامة".

وأرفق عضو كنيست- قوة يهودية يتسحاك كرويز صورة مكبرات الصوت التي نقلت خاطب نتنياهو في قطاع غزة كاتبا عليها: خطبة الجمعة في قطاع غزة ستكون باللغة العبرية يلقيها الشيخ نتنياهو".

وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لى صفحته عبر منصة "إكس" الرئيس محمود عباس قائلا: "ازدواجية محمود عباس الخطيرة. في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ارتدى دبوس "مفتاح" - رمزا واضحا لهدفه المتمثل في محو إسرائيل".

يريد عباس طوفانًا خاصًا به تحت ستار دولتين: ملايين من أحفاد العرب الذين غادروا إسرائيل عام 1948 يُدفعون إلى إسرائيل لمحو الدولة اليهودية الوحيدة.

"مفتاح" عباس هو خطة منظمة التحرير الفلسطينية القديمة: دولتان لشعب فلسطيني واحد وتدمير الدولة اليهودية. هذا لن يحدث.

وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر منصة اكس: " "سأذهب مع زوجتي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلى واشنطن. في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سأُعلن حقيقتنا - مواطني إسرائيل، وحقيقة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، وحقيقة بلدنا.

سأُدين أولئك القادة الذين، بدلًا من إدانة القتلة والمغتصبين وحارقي الأطفال، يُريدون منحهم دولة في قلب أرض إسرائيل. هذا لن يحدث".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على صفحته عبر منصة اكس: "في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر زووم، أبدى أبو مازن استعداده لقبول قطاع غزة، ليس فقط أنه لا يفي بالتزامه - الذي على أساسه تأسست السلطة الفلسطينية - بمحاربة الإرهاب، بل إنه يواصل تشجيع الإرهاب من خلال دفع رواتب للمخربين وعائلاتهم.

يبيع كلامًا جميلًا للغرب. لكن من المفترض أن يستخلص شعبه الاستنتاجات من المفتاح الذي يحمله على صدره. هذا هو الرمز. هذا هو رمز إغراق إسرائيل بأحفاد أحفاد عرب إسرائيل الذين غادروا البلاد عام 1948، ولإبادتها. لكن لا يمكن خداع إسرائيل مرة أخرى".

كذلك هاجم عضو كنيست عن حزب إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان قيام دولة فلسطين، قائلا عبر منصة اكس: "منذ عام 2010، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قلتُ بوضوح: لن تقوم دولة فلسطينية أبدًا".

ــــــ

م.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا