رام الله 3-11-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 26 تشرين الأول/أكتوبر وحتى 1 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (436) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والقيادة الفلسطينية، وتأليب الرأي العام على قطاع غزة.
وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعنوان: "جهاد برعاية الأونروا"، يشير الكاتب إلى أن محكمة العدل الدولية تصر على استمرار عمل الوكالة التي لم تفعل سوى تفاقم المشكلة الفلسطينية مرة بعد أخرى، وهذه المرة لن تكون مختلفة.
المقال يربط بين "الأونروا" و"الإرهاب" عبر خطاب متواصل يصوّر التعليم الفلسطيني كمنبع للعنف والجهاد، ما يزرع في الوعي العام فكرة أن الوكالة تخرّج “إرهابيين” لا طلبة.
استخدام أحداث السابع من تشرين الأول دليلا على فشل "الأونروا" يحوّلها من مؤسسة إنسانية إلى جهة متهمة بالتحريض، فهذا النوع من الخطاب يُضعف شرعية الوكالة أمام المانحين ويبرر محاولات تفكيكها، والنتيجة المباشرة هي تقويض الخدمات التعليمية والصحية لملايين الفلسطينيين وتعميق أزمتهم الإنسانية.
وجاء فيه: سنوات من غسيل الدماغ، سنوات من التحريض، تحت غطاء "التعليم" الذي ترعاه "الأونروا"، تجلت نتائجها في السابع من تشرين الأول، لم يكن جميع موظفيها أعضاءً في حركة "حماس"، لكن جميع أفراد النخبة القيادية هناك تخرّجوا من منظومة التعليم التابعة لها. وبعد سنوات من الانتقادات —بما في ذلك قرارات صادرة عن البرلمان الأوروبي بتجميد الميزانيات حتى وقف التحريض— لم يتغير شيء، ومن السذاجة المطلقة الاعتقاد بأن شيئًا سيتغير مستقبلًا.
مقال تحليلي نُشر في الصحيفة ذاتها بعنوان: "طالما أن "المترو" هناك، لا يمكن الخروج من القطاع"، يعتمد فيه الكاتب على منطق أمني يرى أن "أي خرق من جانب حماس" يبرر ردًا عسكريًا واسعًا، حتى قبل استيضاح الملابسات، ما يمنح إسرائيل شرعية استباقية لا تخضع للمساءلة.
يستخدم خطاب "الدفاع عن النفس" في تبرير استمرار العمليات العسكرية رغم وقف إطلاق النار، مع تصوير الجيش كجهة مضطرة إلى الرد، كما يستند إلى فكرة أن وجود الأنفاق يجعل الانسحاب مستحيلًا، لتثبيت سردية الحرب المفتوحة، والنتيجة هي تحويل وقف إطلاق النار من التزام قانوني إلى خيار تكتيكي بيد إسرائيل.
فحسب الكاتب: في هذه المرحلة، لا يزال من غير الواضح أي طرف مسؤول عن خرق وقف إطلاق النار في غزة وعن تبادل إطلاق النار الذي تَبِعه. ومع ذلك، أثبتت الأحداث أنه ما دامت الأنفاق لم تُدمّر، فلن تتمكن الحكومة ولا الجيش من أن يقولا لسكان غلاف غزة والجنوب إن التهديد عليهم قد زال.
وفي صحيفة "يسرائيل هيوم"، نُشر مقال بعنوان: "أدخلوا الشر من الباب الرئيسي: الثمن الذي دفعته إسرائيل ثمناً لإنقاذ المختطفين"، يبني رواية تربط الفلسطينيين مباشرة بمشروع ديني توسعي تقوده تركيا، فيجعلهم جزءًا من "الإمبراطورية الإسلامية" التي تهدد الغرب وإسرائيل.
يستخدم الكاتب لغة تصوّر غزة مركزا "للشر المطلق" وتحوّل دعم تركيا للفلسطينيين إلى فعل تخريبي ضد العالم الحر، من خلال دمج حماس بالإخوان المسلمين وبالنازية، يُقدَّم الفلسطيني كأداة بيد قوى معادية للحضارة، فهذا الخطاب يُحوّل قضية سياسية وإنسانية إلى صراع وجودي بين الخير والشر، ما يبرر شيطنتهم وتجريدهم من الشرعية.
ووفقا للمقال: بمجرد التفكير في منح دور لأي جهة تستمر بعد المجزرة في إيواء مقرات حماس على أراضيها، وتواصل التخطيط لعمليات ضدنا، فهذا اضطراب أخلاقي بالغ، ولا فرق إن كان رئيس الولايات المتحدة الذي يسمح بذلك يُدعى بايدن أو ترمب. فحماس وأنصارها لا يؤمنون بالتعايش الحقيقي مع الإسلام بل يؤمنون بالهيمنة الوحيدة حيث تسيطر ديانة محمد على كل شيء.
وفي الصحيفة ذاتها، يقدّم مقال بعنوان: "تحالف الفاسدين لا يُفكك حماس – بل يُفككنا نحن"، القيادة الفلسطينية كأداة تابعة لدول أجنبية لا كفاعل وطني، ويصوّرها كمنفذة لإرادة مصر وقطر وتركيا بهدف إقامة "دولة وهمية" في غزة، ويُختزل دورها في تلقي الأوامر وتنفيذ خطط الآخرين، دون أي شرعية داخلية أو قرار مستقل.
كما يوحي أن السلطة شريكة في "خداع دولي" يستهدف إسرائيل، ما يربطها ضمنيًا بالفساد والخيانة، فهذا السرد يسلب الفلسطينيين حقهم في القيادة السياسية ويغرس فكرة أنهم جزء من مؤامرة لا من مشروع تحرر.
"أوسلو على المنشّطات" عنوان فرعي استند إليه الكاتب للإشارة إلى أن الخداع الأكبر ما زال قائمًا، فعلى نهج مسرحيات أوسلو، يخططون بالفعل للمسرحية الكبرى التالية، التي سيقوم فيها عناصر حماس "بتسليم" أسلحتهم، ليتسلموا في المقابل سلاحًا جديدًا تابعًا للقوة الوطنية الفلسطينية الجديدة، تلك "غير الحماسية".... ففي الواقع، حماس لا تزال تسيطر، بل استعادت زمام المبادرة حتى على الساحة الدولية.
"لا يغرقوا في سياسة الإنهاء في القطاع"، مقال نُشر في صحيفة "مكور ريشون" يصور الفلسطينيين كمصدر دائم للغدر والعنف، مستخدمًا لغة تنزع عنهم أي إنسانية وتربطهم حصريًا بالقتل والخداع، ويقدم المجتمع الفلسطيني كمسرح للوحشية من خلال وصف متكرر لمشاهد "تمثيلية" و"مقززة"، ما يخلق صورة جماعية سلبية تُشيطن المدنيين إلى جانب المسلحين.
كما يوحي بأن الفلسطينيين يتلاعبون بالعالم من خلال اتفاقات كاذبة، ويضعهم في موقع العدو الذي يستحق العقاب المستمر، فبهذه الطريقة يتحول الفلسطيني من طرف في نزاع سياسي إلى تهديد أخلاقي يجب القضاء عليه.
وفيما يلي مقتطفات من المقال: الميزة الوحيدة لاتفاق وقف النار الذي تحقّق، بخلاف بالطبع تحرير المختطفين الأحياء وبعض من القتلى، أننا نمتلك السيطرة على الأرض، حيث أكثر من خمسين في المئة من مساحة القطاع لا تزال تحت سيطرتنا، وهذا إنجاز لا ينبغي الاستهانة به.
وفي صحيفة "معاريف" عُنون مقال بـ"الاستعداد لدخول وسائل الإعلام العالمية إلى غزة: المهمة الأكثر إلحاحًا لإسرائيل"، يقدّم الفلسطينيين ككتلة متواطئة تُخفي "الشر" خلف مظهر الضحية، ويحوّل معاناتهم إلى أداة دعائية لحماس، ما ينفي عنهم صفة المدنيين.
حيث يعتمد على ثنائية أخلاقية حادة تجعل إسرائيل ممثلة للحقيقة والعقل، مقابل مجتمع فلسطيني يُستخدم في تزييف الواقع، فالخطاب يصوغ الحرب صراعا بين "الحقيقة" و"الدعاية"، فيبرر كل دمار باعتباره ضرورة لكشف الكذب الفلسطيني، بهذه الطريقة يُعاد تعريف الضحية كمشارك في الجريمة، ويُمهَّد لتبرير مزيد من العنف ضدها.
ويشير إلى أنه قريبًا ستدخل وسائل الإعلام العالمية إلى غزة وتنقل منها مشاهد صعبة. السؤال هو ما إذا كانت إسرائيل ستنتظرهم ومعها تفسيرات مقنعة عن جوهر الحرب، أم ستترك مرة أخرى الساحة "للدعاية الحمساوية"... من هنا تنبع المهمة الأكثر إلحاحًا لإسرائيل: أن تُظهر كيف اتُخذت قرارات القصف، وما كانت الأهداف العسكرية، وما الأدلة التي تُثبت أن "حماس" عملت من داخل المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين. من ينتظر لجان التحقيق الدولية سيرتكب خطأً مصيريًا،
فخسارة كهذه ستجلب المقاطعات، والدعاوى القضائية، والإقصاء من المنافسات الرياضية والفعاليات الثقافية، والعزلة الاقتصادية والدبلوماسية — وكل ذلك يلوح بالفعل في الأفق.
رصد التحريض على منصة "إكس"
إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، من حزب قوّة يهوديّة
يجب الامتناع عن إبرام الصفقات مع الشيطان.
كم هو محزن أنني صدقت.
وفي منشور آخر له: مرة أخرى، تقتل حماس جنديًا خلال "وقف إطلاق النار"، ومرة أخرى يختار رئيس الحكومة إنهاء الحادثة بـ"رد مدروس" والعودة الفورية إلى وقف إطلاق النار، مع الاستمرار في تقديم المساعدات "الإنسانية"، بدلًا من العودة إلى حرب شاملة والسعي إلى تحقيق هدفها الرئيسي بسرعة: تدمير حماس.
أُذكّر رئيس الوزراء بالتزامه بتحقيق جميع أهداف الحرب.
وفي منشور ثالث: التحقيق في قضية "سدي تيمان" وإخراج النائبة العامة العسكرية إلى "إجازة"، هو تطور دراماتيكي، للدفاع عن الديمقراطية ضد التصرف الإجرامي تحت غطاء القانون.
يجب محاسبة كل المتورطين في القضية، يشمل النائبة العامة العسكرية نفسها، التي حاولت في البداية تعطيل سير التحقيق من خلال رسالة كاذبة للمحكمة العليا.
بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، من حزب الصهيونية المتدينة
لدي النية للطلب من رئيس الحكومة أن يصدر أوامره لجيش الدفاع الإسرائيلي بالقيام بإعادة توقيف كل المخربين في يهودا والسامرة الذين تم الإفراج عنهم بصفقة الأسرى، اليوم ردًا على انتهاكات حماس المتكررة.
تسفي سوكوت، عضو كنيست، من حزب الصهيونية المتدينة
(إعادة نشر منشور لمراسل يديعوت أحرونوت في المستوطنات، أليشع بن كيمون)
دولة سموتريتش
يصعب شرح ما يفعله سموتريتش خارج الخط الأخضر. ليس مثيرًا للاهتمام، بل مليء بالغموض. لكن من المفيد قراءة هذا المقال لبضع دقائق لفهم ما فعله حتى الآن، وما لا يزال على جدول أعماله. هذه أراضٍ تبعد 15 كيلومترًا عن بئر السبع والقدس وكفار سابا. هذا ضم بكل المقاييس. لقد غيّرت دولة إسرائيل وجهها في يهودا والسامرة. هل يعيق ترامب؟ ليس تمامًا.
وفي منشور آخر له:
من يحاول أن يفصل بين حماس في رفح وباقي القطاع فيما يتعلق بالإخلال بالاتفاقية إما هو يتهيأ له أو دجال. كم من المخيف أن أشخاصا مثل هؤلاء ما زالوا يشغلون مناصب مهمة.
مرة تلو الأخرى، أطلقت حماس النار على الجنود، فإن ترك الأوامر بفتح النار وكأن وقف إطلاق النار هو جريمة لا توصف.
ــــــــــ
س.ك


