القاهرة 1-10-2025 وفا- شاركت دولة فلسطين، في أعمال الملتقى الأول للملحقين الثقافيين المعتمدين لدى مصر، والذي عُقد في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالعاصمة القاهرة، بمشاركة عدد من الملحقين بالسفارات العربية والأجنبية.
وأطلع المستشار الثقافي لدولة فلسطين ناجي الناجي المشاركين، على آخر المستجدات والتطورات السياسية في فلسطين، وخسائر القطاع الثقافي الفلسطيني في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتصاعدها بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وتطرق إلى تغيير الاحتلال أسماء الشوارع والمعالم التاريخية وطمس هويتها العربية، والاستيلاء على المواقع الأثرية، ومدى تأثيره في صناعة الرأي العام، وتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية الكاذبة لبعض الشعوب الأوروبية.
وقال الناجي، إن هذا العدوان والإبادة الجماعية المستمرة والممنهجة هي حرب كاشفة على كل المستويات وأهمها: تعمد استهداف الهوية والثقافة الفلسطينيتين، مشيرا إلى أن هناك فعاليات دولية جُندت بالكامل لصالح القضية الفلسطينية.
وأوضح الناجي، أن التقارير الثقافية الدولية تدلل على أن العدد الإجمالي للشهداء من المبدعين والعاملين في الحقل الثقافي قد تجاوز 150 مثقفا وفنانا وكاتبا ومبدعا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إضافة إلى تدمير الأرشيف المركزي والجامعات والمدارس والمكتبات العامة ودور الثقافة، وهذا يعني أن جيلا كاملا من الحملة للوعي والذاكرة قد تم استهدافه بشكل مباشر، بالتوازي مع استمرار الانتهاكات ومحاولات التهويد الثقافي.
وأكد، أن ما يجري في فلسطين اليوم هو محاولة متكاملة لـمحو الذاكرة الوطنية، وتجريد الفلسطيني من إرثه باعتبار الثقافة الكاشف الأكثر تأثيرًا لحقيقة الصراع، وأكثر ما يفضح زيفها أمام العالم، مشيرا إلى الجهود التي تقوم بها سفارتنا في القاهرة خلال حرب الإبادة كمثال حي على توظيف الثقافة في خدمة المجتمع في ظل الأزمات، للحفاظ على الذاكرة والهوية الجمعية للشعوب التي تعاني ويلات الحرب، إضافة إلى تنظيم العديد من الدورات وورش العمل التأهيلية والتدريبية لمختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، خاصة لدى الناجين من الحرب سواء في مجالات الكتابة الإبداعية أو العلاج بالفن أو اللقاءات الدورية والمهرجانات الدولية وكذلك دمج المثقفين مع نظرائهم في مصر والعالم للحفاظ على السردية الفلسطينية في ظل محاولات طمسها وتزييفها المحتل لها.
وأكد المشاركون خلال الجلستين الأولى التي خُصصت لمناقشة سبل تعزيز الهوية الثقافية العربية ودور الملحقيات الثقافية، والثانية التي خُصصت للحديث عن "أهمية التعاون الأكاديمي في تعزيز الهوية الثقافية"، ضرورة دعم الثقافة الفلسطينية وحمايتها من محاولات المحو والإبادة.
وشددوا على أن هذا الملتقى لا بد أن يكون منبرا حيويا لتبادل الخبرات، وعرض المبادرات المبتكرة وصياغة رؤى إستراتيجية مشتركة تسهم في تطوير العمل الثقافي العربي المشترك، وتدعم استدامة المبادرات، وتوسيع نطاق الشراكات الأكاديمية والثقافية عبر الحدود.
بدوره، أكد مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات في الجامعة العربية المستشار يوسف مشاري، أن المشاركة في الملتقى، دليل على الالتزام الراسخ بدعم مسيرة العمل الثقافي العربي المشترك وتجسيد حي لروح التعاون التي ننشدها لمستقبل عربي متماسك ومزدهر.
من ناحيته، قال الملحق الثقافي لمندوبية موريتانيا المستشار المختار الجيلاني، إن الثقافة هي جوهر الوجود ووعاء الذاكرة، ومرآة الحاضر ومنطلق المستقبل في عالم سريع التحولات وواسع التحديات.
كما أشار رئيس المكتب الثقافي بسفارة الكويت في مصر خالد المحارب، إلى إن الثقافة تشكل جسرا للتفاهم وحصرا للهوية وأداة فاعلة لبناء قنوات الحوار بين الشعوب لا سيما بين أبناء الأمه الواحدة الذين تجمعهم اللغة الواحدة والتاريخ المشترك والطموح الموحد نحو مستقبل لائق.
وقالت رئيسة المجلس العربي للثقافة والتراث صفاء مختار، إن التواصل وتبادل الثقافات والاختلاف هم أساس التعلم والتعارف وتبادل المعلومات.
من ناحيته، أكد ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو)، أهمية انعقاد هذا الملتقى مشيرا أن المنظمة هي إحدى المنظمات العربية المتخصصة التابعة للجامعة العربية والذي يهدف مراجعة وتقييم وتطوير آليات عمل المنظمة وضمان فعاليتها في تحقيق التعاون العربي المشترك في مجالات التربية والعلوم والثقافة ومد جسور الحوار بين الشعوب العربية.
ـــــ
ع.و/ر.ح