رام الله 27-9-2025 وفا- قال رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري، إنّ قضية الأسرى تمرّ بتحوّلات جذرية لم يشهدها الواقع الفلسطيني من قبل، ارتبطت مباشرة بحرب الإبادة، وتتجلى في مستوى الإجرام والتوحش الذي تفرضه منظومة الاحتلال الإسرائيلي على واقع الأسرى والمعتقلين، وفي الارتفاع غير المسبوق بأعدادهم، حيث تجاوز عددهم 11 ألف أسير، إلى جانب المئات من المعتقلين المحتجزين في معسكرات تابعة لجيش الاحتلال.
وأضاف الزغاري، في تصريح له، اليوم السبت، لمناسبة الذكرى الـ32 لتأسيس نادي الأسير الفلسطيني، أنّ المؤسسات الحقوقية والمدنية الفلسطينية تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة في ظل استمرار حرب الإبادة، وفي ضوء محاولات الاحتلال والإدارة الأمريكية تصفية عملها، بعد سلسلة من القرارات الصادرة هذا العام، والتي طالت عددا من المؤسسات الفلسطينية الحقوقية والمدنية، بينها مؤسسات متخصصة في شؤون الأسرى.
وأكد أن هذه المرحلة التي تعدّ الأكثر دموية في تاريخ شعبنا والحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة، تمثّل اختبارا حقيقيا للمجتمع الدولي الذي صمت لعقود طويلة عن جرائم الاحتلال، بما فيها الجرائم المرتكبة بحق الأسرى داخل السجون، لافتا إلى أن استشهاد عشرات الأسرى منذ اندلاع الحرب ما هو إلا امتداد لسياسة الإبادة وعمليات المحو المستمرة.
وشدّد الزغاري على أنه ورغم قسوة المرحلة وتعقيداتها، فإنّ نادي الأسير سيواصل رسالته التي انطلق من أجلها، في الدفاع عن حقوق الأسرى والأسيرات والأشبال في سجون الاحتلال، ونقل صوتهم الذي يسعى الاحتلال بكل الوسائل إلى عزله وتغييبه. كما جدّد العهد لأسرانا وعائلاتهم بأن يبقى نادي الأسير صوتًا للأحرار، وسندًا لهم، ومرآة تعكس صمودهم وتضحياتهم.
يشار إلى أن جمعية نادي الأسير الفلسطيني تأسست في 27 أيلول/ سبتمبر 1993، في حرم جامعة بيرزيت، بعد عام على الإضراب الشامل الذي خاضته الحركة الأسيرة في 27 أيلول 1992، والذي عُرف بـ"معركة بركان أيلول". وقد شكّلت هذه المعركة محطة فارقة بما حققته من إنجازات في تاريخ الحركة الأسيرة. وجاءت فكرة تأسيس النادي من قادة الحركة الأسيرة في سجن "جنيد"، ليكون إطارًا وطنيًا وشعبيًا جامعًا لقضية الأسرى. وعلى مدار مسيرته، ساهم في بناء هذه المؤسسة العديد من قادة الحركة الأسيرة وشهدائها الذين ارتقوا على طريق الحرية".
ـــــ
م.ع