رام الله 18-8-2025 وفا- أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الاثنين، ذكرى ميلاد القائد الوطني والتاريخي الكبير، المناضل فاروق رفيق أسعد القدومي "أبو اللطف"، في متحف ياسر عرفات بمدينة رام الله، بحضور حشد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية.
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أحمد صبح، خلال ندوة خاصة ضمن برنامج في الذاكرة الوطنية – رفاق الدرب: إن المؤسسة تحيي ذكرى ميلاد "أب الدبلوماسية الفلسطينية المعاصرة"، وقد أحيت على مدار أربعة أعوام 16 رمزًا وطنيًا من شهداء الوطن ضمن هذا البرنامج، الذي يهدف إلى جعل تاريخ القادة نموذجًا للأجيال القادمة.
وأوضح صبح أن أبو اللطف كان معلمًا مؤسسًا وبانيًا في الثورة الفلسطينية، حيث تنقّل في محطات عديدة من جينصافوط إلى يافا، ونابلس، والأردن، والسعودية، والقاهرة، وليبيا، والكويت، عاكسًا في مسيرته سيرة شعب بأكمله. وأضاف أنه بدأ العمل الوطني قبل استكمال دراسته الجامعية، ثم عاد ليتخرج من الجامعة الأميركية في القاهرة ويواصل عمله النضالي.
وتابع: "تعرف أبو اللطف على ياسر عرفات، وصلاح خلف، وخليل الوزير، وسليم الزعنون، ورفاق دربه الآخرين، وقرروا الانصهار في بوتقة العمل الوطني بعيدًا عن التجاذبات الحزبية، فكانوا النواة الصلبة للثورة الفلسطينية المعاصرة".
وأشار صبح إلى أن أبو اللطف كان عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 1965 وحتى آخر مؤتمر، وعضوًا في المجلس الوطني منذ عام 1967، وعضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حيث تولى رئاسة دائرة التنظيم الشعبي، ثم رئاسة الدائرة السياسية ووزارة خارجية منظمة التحرير منذ عام 1973 وحتى عام 2009.
كما استذكر دوره التاريخي في محطات عدة، أبرزها التوسط لدى الرئيس السوري حافظ الأسد للإفراج عن ياسر عرفات وخليل الوزير عام 1966، واعتقاله مع أبو إياد في الأردن عام 1970، ومشاركته في معركة الكرامة، وحضوره قمة بيروت عام 2002 أثناء حصار الرئيس عرفات، ومشاركته في قمة عدم الانحياز في كوالالمبور عام 2003.
بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، عباس زكي، أن أبو اللطف لم يكن قائدًا عاديًا، بل مدرسة وطنية متكاملة، وصوتًا جريئًا لا يخشى أحدًا حين يتعلق الأمر بفلسطين. وأوضح أنه لعب دورًا محوريًا في تكريس القرار الأممي 3236 الذي نص على حق الشعب الفلسطيني في النضال بجميع أشكاله حتى التحرر، والقرار 3237 المتعلق بعضوية فلسطين كمراقب في الأمم المتحدة.
من جانبه، قال سفير دولة فلسطين لدى تونس، رامي القدومي، نجل الراحل، في كلمة مسجلة: إن والده، الذي تولى رئاسة الدائرة السياسية عام 1973، حمل لواء الدبلوماسية الفلسطينية لعقود طويلة، جامعًا بين العمل الثوري والسياسي، ونقل القضية الفلسطينية إلى العالم أجمع بصلابة وحكمة، حتى أطلق عليه الرئيس الكوبي فيديل كاسترو لقب "جيفارا فلسطين". وأشار إلى أن مؤسسة ياسر عرفات منحته جائزة ياسر عرفات للإنجاز عام 2020 تكريمًا لمسيرته، مؤكدًا أنه سيواصل خطى والده ويحافظ على المبادئ التي غرسها فيه.
وتخللت الفعالية عروض مختلفة، منها فيلم وثائقي بعنوان أبو الدبلوماسية الفلسطينية المعاصرة، ومعرض صور يوثق مسيرته النضالية.
وحضر الفعالية أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وعدد من السفراء وحشد من الجماهير.
يُذكر أن القائد الوطني فاروق القدومي وُلد عام 1931 في الضفة الغربية، ودرس في مدرستي جينصافوط والمنشية بيافا، ثم في مدرسة العامرية بيافا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد من الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1958. وانخرط مبكرًا في العمل الوطني، وشارك في تأسيس حركة "فتح" إلى جانب ياسر عرفات، ومحمود عباس، وخليل الوزير، وصلاح خلف، وكان أحد كتاب مجلة فلسطيننا. كما شغل مواقع قيادية بارزة في منظمة التحرير الفلسطينية، وساهم في تطوير علاقاتها العربية والدولية.
ورحل القائد التاريخي فاروق القدومي "أبو اللطف" في العاصمة الأردنية عمان، في 22 آب/أغسطس 2024.
ـــــــ
م.ح/ ف.ع