رام الله 26-7-2023 وفا- افتتح المتحف الفلسطيني، اليوم الأربعاء، مرافق جديدة متخصصة في حفظ وترميم الأقمشة والأثواب والمطرزات التراثية، والتي تعد جزءا حيويا من التراث العادي الثقافي الفلسطيني.
وتتضمن المرافق فضاء جديدا مهيأ لحفظ وتخزين الأقمشة، من خلال مخزن بغرفة منفصلة بدرجة حرارة ورطوبة ثابتتين مع كامل مستلزماته، من مستلزمات تغليف وتأثيث مخصصة للاستخدام المتحفي، إلى جانب مختبر جديد لترميم الأقمشة التراثية، يقوم عليها فريق المجموعات في المتحف، تم تزويده بالمعدات اللازمة للتكييف والتعقيم وتحضير المواد الحافظة.
وحضر الافتتاح القنصل البريطاني العام في القدس ديان كورنر، ومدير المجلس الثقافي البريطاني في فلسطين مارتن دلتري، حيث قاما برفقة الحاضرين من المؤسسات والأفراد المهتمين بالتراث الفلسطيني، بجولة في المرافق التي تم افتتاحها.
وأعربت مدير عام المتحف عادلة العايدي عن سعادتها بإطلاق مشروع المرافق الجديدة المتخصصة في حفظ وترميم الأقمشة والأثواب والمطرزات التراثية، والذي سيوفر مكانا ملائما لكل من يحتاج إلى تحقيق الاستدامة للأثواب المطرزة، والذي وصفته بالجزء الغني من التراث المادي وغير المادي الفلسطيني.
وأضافت أن افتتاح هذه المرافق الجديدة يعزز قرار اليونسكو لعام 2021، الذي ينص على إدراج التطوير الفلسطيني ضمن التراث الثقافي العالمي غير المادي، كما يحقق أحد أهداف المتحف المتمثلة في توثيق التراث الثقافي الفلسطيني، وحمايته وإتاحته للمجتمعات المحلية والجمهور الأوسع.
وأشارت إلى أنه يرافق افتتاح المرافق المتخصصة إطلاق برنامج توعوي يقدم الإرشاد والتدريب للمؤسسات والأفراد المهتمين في مجال حفظ التراث المادي في فلسطين، كما يرافقه برنامج عام وتعليمي موجه للجمهور، يهدف إلى رفع الوعي حول الممارسات المثلى لحماية وحفظ التراث الثقافي، وخصوصا المجموعات الإثنوغرافية والمطرزات في فلسطين، من خلال سلسلة من ورش العمل والمحاضرات والجولات التي ستعقد خلال الأشهر المقبلة، إلى جانب إصدار دليل إرشادي خاص بترميم الأقمشة سيتم توزيعه على أصحاب المجموعات.
وعبرت العايدي عن شكرها الخاص لمؤسسة "ألِف" على دعمها السخي لتوفير سبل حماية التراث الفلسطيني المهدد، إلى جانب شريك المتحف "متحف فكتوريا وألبرت"، على دعمه التقني في بناء قدرات المتحف الجديدة، ومتحف اللباس الإسباني "موسيو ديل تراخي"، على تقديمه المشورة التقنية على مدار عدة سنوات في مجال تخزين الأقمشة.
من جانبه، قدم مدير وحدة المجموعات والترميم في المتحف الفلسطيني بهاء الجعبة، عرضا حول مراحل تجهيز المخزن والمختبر والتدريب، موضحا الأهمية الكبيرة لتجهيزها بما يخدم مجموعة الأثواب المحفوظة في المتحف.
وأضاف أن المختبر سيفتح أبوابه لاستقبال ترميم المجموعات الخاصة بالمؤسسات والأفراد من الراغبين في الحفاظ على مجموعاتهم خلال النصف الثاني من عام 2024.
من جهتها، أعربت مدير البرامج الدولية في متحف فكتوريا والبرت إفجينيا رافتسوفا عن سعادتهم بدعم المتحف الفلسطيني على امتداد هذا المشروع، مشيرة إلى أنه كان تعاونا لا ينسى ومكافئا لجميع المنخرطين فيه، وأنهم يتطلعون إلى مزيد من التواصل والتعاون لإنجاز أبحاث وأعمال مشتركة في المستقبل.
يشار إلى أن فريق وحدة المجموعات والترميم في المتحف الفلسطيني قد حصل على تدريبات متخصصة حول ترميم الأقمشة والأثواب التاريخية على مدار شهر خلال عام 2022 في متحف "فكتوريا والبرت" في لندن أحد أكبر متاحف العالم للفنون والتصميم، أتيحت خلالها للفريق فرصة التعامل مع أنواع مختلفة من الأقمشة والتدرب على صباغة وتحضير مواد الترميم الكيماوية وممارسة الترميم الفعلي على أثواب من مجموعة المتحف الفلسطيني، والتي سيتم استكمال العمل عليها بتعاون مستمر مع متحف "فكتوريا وألبرت".
كما أن المتحف الفلسطيني قد بدأ الخوض في هذا المسار مع إقامة أول معرض له في بيروت عام 2016 بعنوان "أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي"، تبعه إخراج وعرض نسخة موسعة عنه عام 2018 أقيم بمقر المتحف في بيرزيت، بعنوان "غزل العروق، عين جديدة على التطريز الفلسطيني"، ونسخة محدثة عرضت في دولة قطر خلال عام 2022 بعنوان "غزل العروق: حياكة تاريخ فلسطين".
وتمكن المتحف الفلسطيني من تشكيل مجموعته الدائمة الخاصة من الأثواب عام 2021، بفضل نجاح حملته للتمويل الجماعي "80 قصة وثوب، من الشتات للبلاد"، استعادت نماذج نادرة من الأثواب النادرة من الولايات المتحدة الأميركية إلى الوطن، والتي تم العمل عمل لاحقا على تشخيص وضعها المادي وحاجتها إلى الترميم، إلى جانب العمل على توثيقها بدقة وتصويرها لتصبح في متناول الجمهور عبر موقع المتحف الإلكتروني.
وفي سياق ما يقدمه من خدمات تلبي احتياجات قطاع مقتني الأثواب التاريخية، فقد أنجز المتحف الفلسطيني في مطلع عام 2022 مسحا ميدانيا لمجموعة كبيرة من القطع التراثية، وصل عدد الأثواب منها إلى 5000 ثوب، تعود لأصحاب مجموعات في فلسطين والأردن والخليج ولبنان، صبّت في قاعدة بيانات المجموعات التراثية التي يحتفظ بها أفراد ومؤسسات أهلية في المنطقة العربية، تمهيدا لتنفيذ مشاريع مستقبلية لإنتاج ونشر المعرفة حول الأثواب الفلسطينية وترميمها وعرضها.
ــــــ
ع.ب/ م.ع