بيت لحم 22-12-2025 وفا- أطلق مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، اليوم الاثنين، تحت رعاية المطران سني إبراهيم عازر، المؤتمر الفلسطيني الثاني للتنوع الحيوي بعنوان: "أدوار الجامعات، والواقع الراهن، والتجارب الدولية"، بالشراكة مع سلطة جودة البيئة، ووزارتي الزراعة والتربية والتعليم العالي، واللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في فلسطين (IUCN).
وشارك في افتتاح المؤتمر المطران عازر، ورئيس اللجنة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية لمؤسسات التعليم العالي معمر شتيوي ممثلًا عن وزير التربية والتعليم العالي، ومدير عام حماية البيئة بهجت جبارين ممثلًا عن رئيس سلطة جودة البيئة، ومدير عام العلاقات العامة والإعلام في محافظة بيت لحم لؤي زعول نيابة عن المحافظ.
وأكد المطران عازر أن رسالة الميلاد المجيد لا تنفصل عن رسالة حماية الأرض ورعاية الخليقة والحفاظ على التنوع الحيوي، مشيرًا إلى أن بيت لحم، وهي تضيء شجرة الميلاد هذا العام، تتقاسم الفرح والألم مع أبناء شعبنا في كل مكان.
وشدد على أن الكنيسة تفخر بأذرعها التربوية والصحية، وتتميز بدورها البيئي في تجربة تُعد استثنائية على مستوى العالم، موضحًا أن المبادرات البيئية التي أطلقتها نابعة من رسالة الإيمان والوفاء للأرض، مثمنًا جهود الشركاء الذين أسهموا على مدار ثماني سنوات في تنفيذها في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأعلن المطران عازر تجديد مبادرة اعتبار يوم 30 كانون الأول يومًا وطنيًا للتطوع من أجل حماية التنوع الحيوي وتنفيذ حملات تطوعية لنظافة البيئة، وهي المبادرة التي أُطلقت في المؤتمر الأول، مشيدًا بالشراكة مع سلطة جودة البيئة ووزارتي التربية والتعليم العالي والزراعة ومحافظة بيت لحم.
من جانبه، أكد شتيوي أهمية الشراكة بين المؤسسات الدينية والحكومية والأهلية في حماية البيئة، مشددًا على ضرورة استدامة مؤتمرات مركز التعليم البيئي التي انطلقت منذ 15 عامًا، بما يعكس رؤية مؤسسية واعية تؤمن بدور المعرفة والشراكة في خدمة قضايا الوطن والتنمية المستدامة.
وقال: إن البرامج النوعية للمركز تشكل علامة مضيئة في مسيرة العمل البيئي والأكاديمي، وتسهم في ترسيخ ثقافة الحوار العلمي، وتعزيز دور الجامعات ومؤسسات البحث في مواجهة التحديات البيئية المعاصرة، مهنئًا المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض لمناسبة انتخابه مستشارًا في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
بدوره، أكد جبارين أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت يحمل دلالات عميقة، في ظل التحديات غير المسبوقة التي يتعرض لها التنوع الحيوي الفلسطيني نتيجة ممارسات الاحتلال الاستعمارية التوسعية، وحرب الإبادة في قطاع غزة التي أدت إلى تدمير أكثر من 85% من الأراضي الزراعية والبنية التحتية والبيئة الساحلية، وما يترتب على ذلك من آثار طويلة الأمد قد تستغرق عقودًا للتعافي.
وأشار إلى ما وصفه بـ"الحرب الصامتة" في الضفة الغربية، من خلال السيطرة على الأراضي والموارد الطبيعية، والتجريف واقتلاع الأشجار، وتهريب النفايات، ونقل الصناعات الخطرة، وتهديد مكبات النفايات والقطاعات الإنتاجية، وإغلاق المدن والقرى وتحويلها إلى معازل، معتبرًا ذلك جريمة بحق البيئة والإنسان والنظم الحيوية.
وشدد جبارين على الدور المحوري للجامعات ومؤسسات التعليم العالي في حماية التنوع الحيوي عبر البحث العلمي التطبيقي وبناء القدرات، معتبرًا المؤتمر منصة وطنية لتشخيص الواقع البيئي، واستعراض التحديات، والاستفادة من التجارب الدولية، بما يسهم في تطوير السياسات الوطنية، لافتًا إلى إنجاز الإستراتيجية البيئية العابرة للقطاعات 2025–2027، ودراسة تقييم مناطق التنوع الحيوي، والتقرير السابع للتنوع الحيوي، ومسودة قانون البيئة.
من جهته، قال عوض: إن المؤتمر تحول إلى منصة وطنية لإشاعة الوعي بالمخاطر التي تهدد التنوع الحيوي الفلسطيني، في ظل ما يتعرض له من تدمير وتجريف واستيلاء، مؤكدًا أن المركز يواصل رسالته رغم الظروف الصعبة، مستعرضًا مسيرته الممتدة منذ أربعة عقود، ومبادراته التعليمية والبحثية والبيئية، وشراكاته المحلية والدولية.
وأكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام في محافظة بيت لحم لؤي زعول أهمية مؤتمرات "التعليم البيئي" التي باتت تشكل فرصة سنوية لعرض الأبحاث العلمية ومناقشة التحديات البيئية، مشددًا على ضرورة ترجمة توصيات المؤتمر إلى ممارسات عملية تعزز حماية البيئة وتفضح انتهاكات الاحتلال بحقها.
وشهد اليوم الأول للمؤتمر تقديم عدد من الأوراق البحثية والعروض العلمية، تناولت تقييم البرامج التعليمية البيئية في الجامعات الفلسطينية، وحضور التنوع الحيوي في البحث العلمي، وتعزيز السلوك البيئي لدى الطلبة، إلى جانب استعراض واقع التنوع الحيوي في فلسطين والتجارب الإقليمية والدولية في حمايته.
ـــــــ
ع.ش/ ف.ع


