-شاهين تلتقي المستشارة الدبلوماسية لشؤون الشرق الأوسط للرئيس الفرنسي
المنامة 1-11-2025 وفا- بحثت وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين شاهين، مع الأمين العام لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA) خيرت ساريباي، على هامش مؤتمر حوار المنامة في مملكة البحرين، تعزيز التعاون بين دولة فلسطين والمنظمة، وآفاق تطوير الشراكات المستقبلية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في مستهل اللقاء، قدّم ساريباي عرضًا شاملًا لأحدث إنجازات منظمة CICA، مشيرًا إلى الدور الإيجابي لدولة فلسطين في دعم المنظمة ومشاركتها النشطة في اجتماعاتها.
وأوضح أن المنظمة تُعد منصة فريدة تجمع الدول الأعضاء على قدم المساواة، بما في ذلك فلسطين التي تمتلك كامل الحقوق داخلها بما فيها حق النقض (الفيتو).
كما تطرق إلى عملية انتقال رئاسة المنظمة من كازاخستان إلى أذربيجان في ديسمبر 2024، مستعرضًا أبرز المحطات التي شهدتها فترة الرئاسة الكازاخية، ولا سيما قمة أستانا التاريخية التي شارك فيها الرئيس محمود عباس شخصيًا.
وأشار الأمين العام إلى أهمية الدور الفلسطيني في القضايا التي تتناولها المنظمة، مثل تمكين المرأة والتنمية المستدامة والتعليم العالي، معلنًا عن إنشاء مجلس للمرأة، إضافة إلى مساعي المنظمة لتأسيس صندوق مالي خاص لدعم مشاريع التعاون بين الدول الأعضاء.
ودعا إلى مزيد من انخراط الخبراء الفلسطينيين في برامج التدريب وبناء القدرات التي تنظمها المنظمة، واستعداده لتنسيق الجهود لتوفير الدعم المالي والفني اللازم لهذه المبادرات، مؤكدًا حرص CICA على دعم مسيرة السلام والاستقرار في المنطقة من خلال الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء.
من جانبها، ثمنت شاهين الجهود التي تبذلها منظمة CICA في تعزيز التعاون الإقليمي، مؤكدة أهمية حضور فلسطين في المنصات الدولية كدولة فاعلة تسعى لبناء مؤسساتها على أسس من المساواة والشراكة.
وشدّدت على أن فلسطين، رغم ما تواجهه من تحدياتٍ هائلة تحت الاحتلال، تبقى ملتزمة بالسعي نحو السلام العادل المبني على القانون الدولي والعدالة والمساءلة.
وأوضحت أن الشعب الفلسطيني، بعد 77 عاماً من المعاناة، يتطلع إلى التحرر الكامل وبناء دولته على أرضه، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار الحالي لا يعني نهاية المطاف، إذ لا تزال الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة بشكل يومي، ما يؤكد ضرورة وجود آليات مراقبة ومحاسبة تضمن تطبيق الاتفاقات الدولية بشكل فعلي.
وأكدت شاهين أن فلسطين لا تسعى إلى نزع الشرعية عن إسرائيل، بل إلى الحصول على حقها في إقامة دولتها، وأن مشاركتها في منظمات مثل CICA تمثل خطوة مهمة لتعزيز مكانتها السياسية وتوسيع علاقاتها الدولية في مجالات التنمية والبيئة وتمكين المرأة والأمن الإقليمي.
واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق بين وزارة الخارجية الفلسطينية والأمانة العامة ل CICA، وفتح قنوات تواصل مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي في فلسطين لبحث المشاريع المشتركة، بما يعزز مشاركة فلسطين الفاعلة في المنظمة.
وأكدا أهمية الاستمرار في الحوار والتعاون البنّاء من أجل بناء بيئة إقليمية أكثر استقراراً وعدلاً، تسهم في تحقيق السلام والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم.
في السياق، التقت شاهين مع المستشارة الدبلوماسية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للرئيس الفرنسي، آن كلير ليجيندر، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع في فلسطين وسبل تنفيذ ما جاء في إعلان نيويورك، ومستقبل الحكم في قطاع غزة.
وعبّرت شاهين عن شكرها لفرنسا والمملكة العربية السعودية على جهودهما المشتركة التي أفضت إلى التوصل لإعلان نيويورك، مؤكدة ضرورة التركيز الدولي على جوهر اعلان نيويورك الذي يتناول الأبعاد السياسية والقانونية والإنسانية للقضية الفلسطينية. وشددت على أن تنفيذ ما ورد فيه يتطلب إرادة دولية حقيقية للانتقال من التهدئة المؤقتة إلى مسار سياسي دائم يضمن الحقوق الفلسطينية.
وبما يتعلق بالتعليم والإصلاح التربوي، أوضحت الوزيرة أن العمل جارٍ لتحديث المناهج وفق معايير اليونسكو، لكنها شددت على أن التغيير في التعليم لا يمكن فصله عن الواقع الميداني القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال.
وقالت: إن بناء الوعي لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدة التزام حكومتها بتنشئة أجيال تؤمن بالمساواة والانفتاح والعيش المشترك.
من جانبها، أكدت ليجيندر دعم فرنسا الكامل للجهود الفلسطينية في مجال الإصلاح وبناء المؤسسات، مشيدة بإصرار القيادة الفلسطينية على المضي في هذا المسار رغم الظروف الصعبة.
وأشارت إلى أن باريس، بالتعاون مع الرياض وواشنطن، تعمل على وضع "خارطة طريق واضحة" لنقل السلطة في غزة بما يضمن دورًا مركزيًا وفعّالًا للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع.
وأكدت ليجيندر أن فرنسا ترى ضرورة الإسراع في بلورة تفويض واضح للجنة التكنوقراط التي ستتولى إدارة المرحلة الانتقالية في غزة، مشيرة إلى أن الغموض الحالي يعرقل المضي قدما في قطاع غزة.
واتفق الجانبان على أهمية التحرك السريع لتوحيد الجهود الدولية من أجل تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية، وإعادة بناء مؤسسات الحكم والأمن في غزة على أسس وطنية جامعة، بما يضمن وحدة النظام السياسي الفلسطيني واستئناف المسار نحو الدولة المستقلة.
ــــــ
م.ل


