أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 04/10/2025 02:40 م

الاستعمار يطوق عزبة الطبيب

 

قلقيلية 4-10-2025 وفا– ميساء عمر

يعيش أهالي عزبة الطبيب بين قرية النبي إلياس وبلدة عزون شرق قلقيلية، واقعا يوميا من الخوف والحرمان نتيجة محاصرتهم بالمستعمرات وامتداد الشارع الاستعماري رقم (55) داخل أراضيهم، الذي يعيق وصولهم إلى أراضيهم الزراعية ويعرض حياتهم وممتلكاتهم للمخاطر.

فقد اقتطع الاحتلال نحو 100 دونم من أراضي العزبة التي تقع على مساحة 2000 دونم، لصالح الشارع الاستعماري خلال سنوات متتالية، إضافة إلى الاستيلاء على نحو 110 دونمات من الأراضي المحاذية لمنازل المواطنين في منطقة "الأحراش" لإنشاء منطقة صناعية استعمارية من أصل 178 دونما مساحتها، علاوة على 50 دونما أخرى للشارع ذاته، ورغم تصدي الأهالي لهذه المخططات وإفشالها مرات عديدة، لا يزال المشروع قائما، ولم يتبق للسكان سوى 18 دونما من الأحراش، تُعد متنفسهم الوحيد.

ويحيط بالعزبة مستعمرة "ألفيه منشيه" من الجنوب الغربي، بينما يشق الشارع الاستعماري أراضيها ويقيد حركة نحو 400 نسمة من السكان، ما يزيد شعورهم بالخوف والقلق. وتتصاعد المخاطر اليومية مع اعتداءات المستعمرين، كما حصل مع المواطن عطا الله أحمد الذي أطلق المستعمرون الرصاص على مركبته عند مدخل العزبة، أثناء انتظاره زميله للذهاب إلى العمل، قائلا: "نشعر بأننا محاصرون، لا أمان لنا على أرضنا أو ممتلكاتنا".

كذلك ما حدث مع الشاب الجامعي عبد الله سليم الذي تعرض للإهانة والبصق أثناء انتظاره المركبة للذهاب إلى الجامعة، من قبل مستعمر مر بمركبته بمحاذاته.

ولا يقتصر تأثير الشارع على الاعتداءات المباشرة، بل يمتد ليشمل الخدمات الحيوية، إذ أعاق تجمع المستعمرين مؤخرا وصول مركبة إسعاف لنقل أحد المرضى، بحسب المواطنة دينا رضوان، كما يعاني المزارعون صعوبة الوصول إلى أراضيهم، ما يزيد من تعقيد الحياة اليومية.

فالمزارع مأمون عثمان ورث سبعة دونمات مزروعة بأشجار الزيتون شمال الشارع الاستعماري، ولا يستطيع الوصول إليها رغم قربها من منزله 200 متر فقط،

وقال: إن الأرض لم تكن مجرد مصدر رزق، بل هي إرث متجذر في جذور العائلة، وكان سابقا يصل لأجزائها، أما اليوم فيكتفي بالنظر إليها من بعيد.

فيما يظل المواطن رياض علي محروما من أرضه التي تبلغ مساحتها دنمين قرب مستعمرة "ألفيه منشيه" رغم امتلاكه كافة الأوراق الثبوتية، ويقول: "نعيش أصعب أيامنا، نقف بعيدا عن أراضينا أثناء موسم قطف الزيتون، محرومين من طقوس ورثناها أبا عن جد"، مضيفا أن "المنع لم يخصني وحدي، بل طاول نحو خمسين مزارعا من العزبة والقرى المجاورة، حُرموا من مئات الدونمات بلا ذنب ارتكبناه".

وأكد عضو المجلس الثوري وممثل القرية بيان الطبيب، أن الاحتلال ضيق حركة المواطنين بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فأغلق المدخل الرئيسي الشمالي الغربي ومنع دخول المركبات منه، تاركا العزبة رهينة مدخل واحد عبر قرية النبي إلياس، مع نصب حواجز مؤقتة داخل العزبة وعلى الشارع الرئيسي، ما انعكس مباشرة على الاقتصاد المحلي وتراجع الدخل بنسبة تصل إلى 30% نتيجة إغلاق بعض المحلات التجارية وتراجع نشاط البعض الآخر.

ويشير الطبيب إلى أن موقع القرية الاستراتيجي جعلها هدفا دائما للمستعمرين، الذين يسعون لتضييق الخناق على سكانها ودفعهم للهجرة، إلا أن الأهالي يتمسكون بأرضهم وثباتهم على حقهم في البقاء والمواجهة رغم كل الضغوط والتحديات.

ـــــ

م.ا/ م.ع

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا