رام الله 16-12-2025 وفا- افتتح وزير الثقافة عماد حمدان، مؤتمر الاستشراق والرواية الفلسطينية الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع مركز سبيل للأبحاث وبيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية، بمشاركة عدد من المفكرين والمؤرخين والكتاب من فلسطين، وروسيا، وكندا، وإسبانيا ومصر ولبنان.
جاء ذلك بحضور السفير المغربي لدى دولة فلسطين عبد الرحيم مزيان، والمطران عطا الله حنا، ومدير عام الرواية والمحتوى الرقمي في الوزارة حسام أبو النصر، وعدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، وعدد من موظفي الوزارة.
وقال الوزير حمدان في كلمة له: "نلتقي اليوم في هذا المؤتمر الفكري النوعي، الذي يُعد الأول من نوعه حول الاستشراق في فلسطين، لنفتح آفاقًا جديدة للتأمل النقدي في واحدة من أخطر الأدوات التي استُخدمت تاريخياً في خدمة مشاريع الاستعمار والاحتلال، إذ من المفترض أن يركز هذا المؤتمر على بدايات الاستشراق في فلسطين، وعلى الدور الذي لعبته بعض المدارس الاستشراقية في تشويه صورة المواطن الفلسطيني، وتكريس روايات – استثمرت سياسيًا وثقافيًا – لتبرير الاستعمار الاستيطاني والاحتلال الإسرائيلي، إن الاستشراق، كما سنناقشه في هذا المؤتمر، بنية فكرية كان لها أثر عميق في صياغة الوعي الغربي تجاه فلسطين والمنطقة".
وأضاف أن هذا المؤتمر يكتسب أهميته كونه مساحة حوار جاد ومفتوح، يجمع مفكرين وباحثين من دول مختلفة، للتفكير العميق في مفهوم الاستشراق، وتحولاته، وأبعاده التاريخية والثقافية والسياسية، بعيدًا عن الأحكام المسبقة، وقريبًا من المنهج النقدي المسؤول، إن وزارة الثقافة تتطلع إلى هذا المؤتمر ضمن رؤيتها الإستراتيجية، التي تؤمن بأن الثقافة فكر نقدي ووعي تاريخي، وأن الاستعمار في الفكر هو استعمار بعيد المدى في وعي الأجيال القادمة، وفي بناء مواطن قادر على قراءة العالم وفهم أدوات الهيمنة عليه.
كما تقدم الوزير حمدان بالشكر لجميع الباحثين والمفكرين الذين شاركوا في أوراقهم العلمية القيمة، إيماناً بدور الثقافة والفكر في معركة الوعي والوجود، خاصة المشاركين من روسيا، ومصر، ولبنان، وكندا، ومن الداخل الفلسطيني والشتات وكل من أسهم في إنجاح إقامة هذا المؤتمر أكاديميًا وثقافيًا وفكريًا.
من جانبه، قال ألكسندر كريلوف البروفيسور في قسم الدراسات الشرقية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية: "يسعدني أن أكون هنا في قلب الأرض المقدسة وأن أمثل بلادي، الاتحاد الروسي، سنناقش أهم القضايا الجوهرية المتعلقة بتأثير السردية الفلسطينية في دراسة الشرق في مختلف دول العالم، إن فلسطين التاريخية تحتل بالفعل مكانة مركزية في عملية تطوير العلاقات بين حضارات الشرق والغرب، ويكفي القول إن فلسطين هي مهد الديانات السماوية الثلاث".
من جانبه، قال عبد الكريم البرغوثي عضو الهيئة الأكاديمية في الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، نستذكر اليوم من رحلوا من رواة فلسطين الذين وكل من موقعه ساهم وما زال في توكيد روايتنا باستقلال، نستذكر إدوارد سعيد وإبراهيم أبو لغد، اللذين أسسا معا حضوراً، لا لبس فيه، في عقر دار الأكاديمية الغربية، الأمريكية خاصة، ونستذكر أحمد حرب وعبد الكريم أبو خشان وكمال عبد الفتاح، الذين عرفونا بإدوارد سعيد وعبر نصوصهم الأدبية وعبر ما رواه شيخ الجغرافيين الفلسطينيين، كتابة وشفاهه عن جمالية الجغرافيا الفلسطينية كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين. ونستذكر شعراءنا مريد وحسين وزكريا وغيرهم الكثير من رواة فلسطين الأحياء.
بدوره، قال مدير عام الرواية والمحتوى الرقمي في وزارة الثقافة إننا اليوم نفتح نافذة جديدة من خلال هذا المؤتمر، الأول من نوعه حول الاستشراق، لجمع عدد من الكتاب والمفكرين من روسيا، وكندا، وإسبانيا، ومصر، ولبنان، لنجتمع داخل فلسطين، نتناقش ونثري المشهد، ولنؤكد أننا نستطيع فعل ذلك رغم الاحتلال والعدوان، فهذا المؤتمر لبنة أولى لاستمرار أبحاث ودراسات، ما يغني الوعي الفلسطيني والعربي، ويؤسس لمواجهة حقيقية لهيمنة الاستشراق السلبي ومفاهيمه، ويعيد كتابة التاريخ من جديد.
وتضمن المؤتمر عقد ثلاث جلسات حوارية حملت عناوين مختلفة، الأولى تحدثت عن بدايات الاستشراق في فلسطين، تحدث فيها كل من عضو الهيئة الأكاديمية في الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت عبد الكريم البرغوثي، والكاتب المتخصص في التاريخ الفلسطيني القديم أحمد الدبش، والمؤرخ الفلسطيني قسطندي الشوملي، والباحث والأكاديمي الفلسطيني حسين الديك، والأكاديمي والشاعر عبد الله عيسى، والأستاذة في جامعة مدريد كارمن برافو، وأدارها الكاتب والباحث الفلسطيني عبد الله الخطيب، وتضمنت الجلسة الثانية الحديث عن المشروع الكولونيالي ودور الاستشراق أدارها الباحث في الأبجدية الكنعانية وتطورها جورج حنضل، وشارك فيها كل من الباحث، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط ألكسندر كريلوف، والأكاديمية الفلسطينية نبال خليل، والمتخصص في الاستشراق الإسرائيلي والدراسات اليهودية أحمد الهنيسي، والمؤرخ الفلسطيني، ومدير المركز الفلسطيني للدراسات وحوار الحضارات، وليد الشوملي، ومدير وحدة المشهد الإسرائيلي في مركز مدار، والباحث في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت، والباحثة والأكاديمية، والروائية، والناقدة سماح خليفة.
واختُتم المؤتمر بجلسة حول دور الاستشراق في القضية الفلسطينية أدارتها كوثر العبويني، وشارك فيها كل من المحاضر والأكاديمي الروسي ديمتري ميكولسكي، والمؤرخ الفلسطيني جوني منصور، والمؤرخ الفلسطيني عدنان ملحم، والمؤرخة المصرية من أصل مقدسي هند البديري، وعصام نصار.
ـــ
م.ب


