جنيف 28-6-2025 وفا- ناقش مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات خلال اجتماعه في جنيف، اليوم السبت، تقرير الأمانة العامة بشأن تنفيذ القرار رقم 1424 الصادر عام 2024، والمتعلق بإعادة بناء قطاع الاتصالات في فلسطين، وذلك بحضور وكيلة وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي هدى الوحيدي والمستشار رياض عواجة من بعثة دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف.
وفي كلمتها أمام المجلس، شرحت الوحيدي الأزمة غير المسبوقة التي يمر بها قطاع الاتصالات الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، الذي تعرض لتدمير شبه كامل للبنية التحتية الرقمية، أدى إلى انقطاع واسع في خدمات الاتصالات.
وأشارت إلى أن التقرير المقدم للمجلس تغيب عنه أي خطوات عملية واضحة لتنفيذ القرار 1424، سواء في رصد الاحتياجات أو إعداد مشاريع إعادة الإعمار أو حشد التمويل اللازم أو التنسيق مع الجهات الرسمية الفلسطينية، رغم مرور عام على صدور القرار.
وكشفت الوحيدي أن العدوان على غزة ألحق أضرارا مباشرة تجاوزت 164 مليون دولار، حيث دُمرت 74% من أصول القطاع، فيما تُقدر الخسائر الاقتصادية المتوقعة خلال السنوات الخمس القادمة بنحو 736 مليون دولار، إضافة لتعرّض 580 برجا خلويا وشبكات ألياف رئيسية للتدمير الكلي أو الجزئي، فيما تعمل الشبكات حالياً بأقل من 40% من طاقتها بسبب النقص الحاد في الوقود.
أما في الضفة الغربية، فأشارت الوحيدي إلى أن الاجتياحات العسكرية والإغلاقات الإسرائيلية أدت إلى خسائر اقتصادية تُقدّر بـ 215.4 مليون دولار، إضافة إلى التوسع غير القانوني للشبكات الإسرائيلية، الذي جَمّد خطط التوسعة والتطوير للشبكات الفلسطينية.
وصادق مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات على سلسلة من المطالب الفلسطينية لتنفيذ القرار 1424، والتي تضمنت اعتماد خطة تنفيذية واضحة خلال شهر من انتهاء أعمال المجلس تُرفع إلى وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي الفلسطينية، وإعداد تقرير دوري كل ستة أشهر حول التقدم المحرز في تنفيذ القرار، بما يشمل التحديات والتوصيات ذات الصلة.
كما شملت المقترحات عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى للمانحين والدول الأعضاء والمؤسسات الدولية قبل انعقاد مؤتمر التنمية العالمي للاتصالات WTDC لعام 2025، إلى جانب إنشاء صندوق تمويل خاص Special Fund-in-Trust لفلسطين بإشراف الاتحاد لدعم جهود إعادة الإعمار.
وطالبت الوحيدي، كذلك، بتصنيف قطاع الاتصالات كخدمة إنسانية أساسية يجب حمايتها اثناء الحروب، وتمكين الفلسطينيين من استخدام الطيف الترددي وفق القرار 12، وتوفير تقنيات الجيلين الرابع والخامس في كل الأرض الفلسطينية، قبل مؤتمر WTDC 2025.
كما دعت إلى توفير المعدات ووقود التشغيل اللازم لمحطات الكهرباء والاتصالات بالتنسيق مع الجهات الدولية المختصة، وضمان حماية الطواقم الفنية العاملة في القطاع، لا سيما بعد استشهاد أكثر من 150 فنياً خلال العدوان، مشددة على أن دعم قطاع الاتصالات الفلسطيني أصبح ضرورة إنسانية وأمنية واقتصادية، وليس مجرد هدف تنموي.
وعلى هامش أعمال مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات، التقت الوحيدي بالأمينة العامة للاتحاد، دورين بوغدان-مارتن، بحضور المستشار عواجة.
وبحث الطرفان سبل تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي بين الاتحاد ودولة فلسطين، خاصة في ضوء التحديات غير المسبوقة التي يواجهها قطاع الاتصالات الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، والتأكيد على أهمية دعم جهود إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية الرقمية.
وشددا على أهمية البناء على القرار 1424 الصادر عن مجلس الاتحاد، والعمل على تحويله إلى خطوات تنفيذية ملموسة تسهم في تمكين فلسطين من استعادة الخدمات وتطوير قطاع الاتصالات وفق أحدث المعايير الدولية.
وأكدت مارتن التزام الاتحاد بدعم فلسطين والوقوف إلى جانبها في مساعيها نحو تعافي القطاع الرقمي.
ـــــ
و.أ