أهم الاخبار
الرئيسية انتهاكات إسرائيلية
تاريخ النشر: 28/06/2025 01:08 م

سرقة المساعدات تستنزف جيوب النازحين

 

خان يونس 28-6-2025 وفا- حاتم أبو دقة

يؤرق استمرار سرقة المساعدات من قبل عصابات وبيعها بأسعار مرتفعة في أسواق قطاع غزة حياة النازحين، ويستنزف جيوبهم، بشكل يفوق قدرتهم على تحمل أعباء حرب الابادة المستمرة منذ 21 شهرا.

آلاف الأسر حرمت من الحصول على قوت أطفالها، في ظل ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.

الحاجة أم محمد (55 عاما) النازحة من رفح، اقسمت أن أطفالها لم يذوقوا طعم الخبز منذ أكثر من شهر، بسبب ارتفاع أسعار الدقيق بشكل يفوق قدرتها على الشراء، منوهة إلى أنها تعتمد حاليا على ما تقدمه التكية من عدس، أو معكرونة.

 وعزت أم محمد حرمانها وأطفالها من الخبز إلى سيطرة فئة بعينها من عصابات الإجرام السيطرة على المساعدات من خلال سرقة الشاحنات قبل وصولها الى المخازن، أو الذهاب الى مراكز التوزيع، وحرمان آلاف الأسر من الحصول عليها.

وأشارت الى أن نجلها توجّه أكثر من مرة إلى مركز توزيع المساعدات في منطقة الشاكوش شمال شرق رفح للحصول على سلة غدائية، ولكن دون جدوى، بسبب السيطرة عليها من قبل فئة معينة، وبيعها في الأسواق بأسعار خيالية، يفوق قدرتهم على شرائها.

"النازح يتوجب عليه إذا أراد الحصول على سلة غذائية من مراكز التوزيع أن يعرض حياته للخطر لا محالة، سواء من رصاص الاحتلال، أو أن يجد نفسه وسط الزحام بين العصابات المسلحة بالسلاح الأبيض، الذين لا يسمحون لأحد بمزاحمتهم" تضيف أم محمد.

النازح كامل ابو عيادة يؤكد ما قالته ام محمد بأنه تعرض لتمزق في العضلات عندما حاول الذهاب إلى مركز التوزيع للحصول على سلة غذاء، كحق شرعي لأطفاله، ولكن دون جدوى.

وأوضح ابو عيادة لـ"وفا"، من واقع تجربته الشخصية، أن الاحتلال معني بحالة من الفوضى في مراكز التوزيع، لقتل اكبر عدد من الجوعى، منوها إلى أن عشرات الشهداء يرتقون يوميا، في الوقت الذي لم يخدش أحد من العصابات، وتجار الدم.

وتوقع أن عصابات الإجرام لديهم اتصالات تحدد لهم التوقيت المناسب، ونوع المساعدات الموجودة، منوها إلى أن من يحصلون على الأشياء الثمينة هم ذاتهم في كل مرة، ويتركون الفتات للجوعى.

وبين ابو عيادة أن العصابات مقسمة إلى وحدات، حسب الصنف، فمنهم من يقوم بجلب السكر فقط، وهم معروفون للتجار، ولم يتعرضوا لأذى منذ فتح مراكز التوزيع.

واكد أن من يتحكم في الأسعار عدد من عصابات المساعدات، ويتقاسم معهم الدور مجموعة من التجار بعينهم يوردون لهم يوميا كافة الأصناف الثمينة، ويتركون للجوعى جمع ما تبقى من ملح، ومعكرونة.

بدوره، أعرب النازح ابو محمد ابو خاطر من بني سهيلا شرق خان يونس، وهو صاحب بسطة في منطقة مواصي رفح عن امله بأن تنتهي مهزلة سرقة المساعدات، وطريقة التوزيع الفاشلة في مراكز التوزيع، التي أقامها الاحتلال لاصطياد المواطنين.

وأضاف أبو خاطر لـ"وفا"، أن الوجوه هي نفسها التي تقوم ببيع المساعدات، ما يعني أن المواطن العادي مجبر على الشراء بأسعار خيالية طول ما استمر هذا الحال على ما هو عليه، والا أن يعرض حياته للخطر جراء استهدافهم من قبل الاحتلال، حيث يرتقى عشرات الشهداء يوميا.

وحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلا عن ضباط وجنود إسرائيليين يدلون بشهاداتهم: تم إطلاق النار عمدا على سكان غزة قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية رغم أنهم لم يشكلوا أي خطر على القوات المتواجدة.

وحسب احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد أكثر من 600 شهيد، إضافة إلى إصابة أكثر من 4000 مواطن من متلقي المساعدات.

وكانت قوات الاحتلال قد فتحت أربعة مراكز في جنوب القطاع الوسط لتوزيع المساعدات بطريقة مهينة، وشكلت منذ افتتاحها مصايد لقتل الجوعى.

وقد أعلنت مصادر طبية، صباح اليوم السبت، بارتفاع عدد الشهداء من الأطفال نتيجة الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة إلى 66، مع استمرار الحصار، وإغلاق المعابر، وشح الغذاء، ومنع إدخال حليب الأطفال، والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الهشة والضعيفة، لا سيما الرضّع والمرضى.

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، قد صرحت صباح اليوم، أن نحو 112 طفلا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج، من سوء التغذية، منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.

وتعمل 17 مستشفى جزئيا من أصل 36 في القطاع، ولا يوجد مستشفى في شمال غزة، أو في رفح جنوبا.

ـــــــــــــ

/س.ك

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا