الخليل 12-6-2025 وفا- نفذت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية زيارة ميدانية إلى مخيمي الفوار والعروب في محافظة الخليل، بهدف الاطلاع على الأوضاع السياسية والمعيشية الصعبة التي تعيشها المخيمات، والوقوف على أبرز الاحتياجات، في ظل استمرار الحصار الخانق المفروض عليها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما بعد تركيب بوابات حديدية على مداخلها، ما أدى إلى عزلها عن محيطها والتأثير على حياة سكانها اليومية.
وترأس الوفد، وكيل دائرة شؤون اللاجئين أنور حمام، يرافقه مدير عام الإدارة العامة للمخيمات محمد عليان، وعدد من كوادر الدائرة، حيث التقى الوفد برئيسي وأعضاء اللجان الشعبية، وممثلي المؤسسات الفاعلة في المخيمين.
وأكد حمام أن هذه الزيارة تأتي بتوجيهات رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، وضمن خطة الدائرة لتعزيز الشراكة مع اللجان الشعبية والمؤسسات المجتمعية في المخيمات، ومتابعة تنفيذ المشاريع الجارية والاطلاع على التحديات التي تواجه اللاجئين، مشددًا على أن دائرة شؤون اللاجئين ستواصل جهودها من أجل الدفاع عن حقوق اللاجئين في ظل الأوضاع السياسية الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، واستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتضييق الخناق على مخيمات الضفة.
واستعرض فريق الدائرة خلال الاجتماع، الموازنات المالية المخصصة للمخيمات، والمشاريع الجاري تنفيذها، وآليات التنسيق الإعلامي بين المخيمات ودائرة شؤون اللاجئين، مؤكدًا متابعة الدائرة لتنفيذ المشاريع ذات الأولوية التي تلبي احتياجات المواطنين.
من جانبه، قال عليان إن هذه الزيارات الميدانية تهدف إلى بناء تصور دقيق حول واقع الخدمات والاحتياجات العاجلة، لا سيما في ظل الإجراءات الاحتلالية التي تعيق الحركة وتمنع تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين داخل المخيمات.
وفي هذا السياق، قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفوار عفيف غطاشة إن "هذه الزيارة مهمة جدًا للمخيم ومؤسساته المختلفة"، مشيدًا بالتعاون المستمر مع دائرة شؤون اللاجئين بصفتها الجهة الرسمية الممثلة لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف: "نحرص دائمًا على التواصل مع الدائرة لمتابعة احتياجاتنا في ظل التحديات الكبيرة التي نواجهها".
أما رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم العروب أحمد أبو خيران، فقد ثمّن هذه الزيارة، مشيرًا إلى صعوبة الأوضاع التي تمر بها مخيمات جنوب الضفة الغربية كافة، لا سيما مخيمات محافظة الخليل، في ظل استمرار السياسات الاحتلالية التي تعيق حرية الحركة والتنقل، وتعزل المخيمات عن محيطها من خلال البوابات العسكرية المفروضة على مداخلها.
كما قدم أبو خيران شرحًا مفصلًا حول أبرز احتياجات مخيم العروب في مختلف القطاعات، مشددًا على ضرورة دعم مشاريع البنية التحتية، وتوفير تمويل إضافي يعزّز صمود اللاجئين في وجه محاولات التضييق والتهميش.
وتأتي هذه الزيارة استكمالًا لجولة الدائرة في مخيمات محافظة بيت لحم، حيث زارت مخيمات الدهيشة وعايدة والعزة (بيت جبرين).
واستمع الوفد إلى مداخلات وملاحظات رؤساء اللجان الشعبية وممثلي المؤسسات، حيث أكد رئيس اللجنة الشعبية في مخيم عايدة سعيد العزة، أهمية هذه الزيارات في تعميق الحضور الوطني الرسمي داخل المخيمات، مطالبًا باستمرار هذا النهج.
كما ثمّن رئيس اللجنة الشعبية في مخيم العزة محمد نوفل، الجهود المبذولة من قبل دائرة شؤون اللاجئين، مؤكدًا أهمية التنسيق الدائم معها في تعزيز تمثيل اللاجئين والدفاع عن حقوقهم.
من جهته، شدد رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الدهيشة محمود رمضان، على أهمية توحيد الجهود في هذه المرحلة الدقيقة لمواجهة السياسات الرامية إلى تقويض قضية اللاجئين، داعيًا إلى اعتبار المخيمات خط الدفاع الأول عن حق العودة، وتعزيز صمودها من خلال دعم "الأونروا" وتفعيل دور الدائرة في الميدان.
وقالت دائرة شؤون اللاجئين إن هذه الزيارات تُجرى في ظل ظروف بالغة الصعوبة، نتيجة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد ما يقارب 55 ألف مواطن وإصابة أكثر من 126 ألف آخرين، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق في البنية التحتية، واستهداف ممنهج للمخيمات ومراكز الإيواء. كما تتعرض مخيمات شمال الضفة الغربية، خاصة جنين ونور شمس وطولكرم، لعمليات اقتحام عسكرية متكررة أدت إلى موجات نزوح قسري، طالت أكثر من 50 ألف مواطن.
ــــ
ع.ف