رام الله 13-2-2022 وفا- أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأحد، ذكرى ميلاد القائد الوطني الراحل خالد الحسن، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي: إن تاريخ القائد الراحل خالد الحسن يحمل في طياته الحصانة والأصالة الوطنية، إضافة إلى تاريخ عائلته النضالي في منظمة التحرير وحركة "فتح"، مؤكدا دوره الكبير من خلال مصداقيته ومسؤوليته في اجتذاب ثقة من حوله في حركة "فتح" وأهدافها.
وأضاف، كان الراحل مدرسة تنظيمية من خلال تمسكه بالقيم والتقاليد والتربية الحزبية، على أساس تلبية احتياجات العامة، وهو الذي كان يقول "التنظيم القوي يخلق القوة في أضعف القلوب"، منوها إلى أن فكرته كانت تدعو إلى تقييم كل مرحلة وأخذ الإيجابيات منها ومعالجة السلبيات.
وتابع زكي: كان الحسن صاحب استراتيجية سياسية ثابتة مرتبطة بفكر مرحلي مرن دون التنازل عن الثوابت، وكان أصيل الانتماء للقضية الفلسطينية وله الكثير من المواقف على الصعيد السياسي والفكري والتنظيمي.
بدوره، قال المدير العام لمؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح: إن هذه الفعالية تأتي ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية"، الذي يسلط الضوء على رفاق درب الرئيس الراحل ياسر عرفات، وروى جزءا من مشاهداته لمواقف القائد خالد الحسن في مراحل مختلفة من رحلته السياسية والفكرية، لافتا إلى حضوره المميز وحنكة خطاباته في كافة المحافل الدولية.
وتحدث مسؤول التعبئة الفكرية في حركة "فتح" بكر أبو بكر، عن الإنجازات الفكرية للقائد الوطني خالد الحسن، مسلطا الضوء على مؤلفاته، حيث تم عام 2020 إعادة نشر كتابه "من يحكم الآخر.. أميركا أم إسرائيل"، والذي يحاكي في محتواه إشارات لبعض ما يحدث في الحاضر السياسي، ويتضمن تنبؤا للتغيرات السياسية في العالم العربي، مشيرا إلى أن فكرة العقل دائما كانت حاضرة في كتاباته.
وشكر هيثم الحسن نجل الراحل، مؤسسة ياسر عرفات على هذه اللفتة منها ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية، واستذكر بعض مواقف وعبارات والده وعباراته القوية التي كان أبرزها "السياسة فن الصدق مع الشعب والمناورة مع العدو".
وتضمنت الفعالية فيلما قصيرا عن حياة القائد الراحل "أبو السعيد"، إضافة إلى معرض صور لخصت مراحل حياته، ورحلة نضاله إلى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات.
يشار إلى أن المناضل والمفكر الفلسطيني خالد محمد سعيد الحسن "أبو السعيد" ولد في قرية "إجزم" جنوبي مدينة حيفا في 13 شباط 1928م، وحصل على شهادة (المترك) من مدارسها. عام 1947م أرسله والده إلى لندن لدراسة الاقتصاد في (لندن سكول)، إثر نكبة عام 1948م وتشريد الشعب الفلسطيني من دياره. هجرت عائلته إلى لبنان ومن ثم إلى سوريا حيث استقر بهم المطاف في مخيم اليرموك.
بعد وفاة والده تولى خالد الحسن رعاية الأسرة باعتباره أكبر أشقائه فعمل مدرسا للغة الإنجليزية في المعهد العربي الإسلامي لعدة سنوات، في عام 1959م أسس مجموعة تحرير فلسطين، ثم ساهم في تأسيس "حزب التحرير" الإسلامي؛ لكن الرئيس السوري آنذاك، أديب الشيشكلي أطبق على هذا الحزب؛ ما اضطر خالد الحسن إلى مغادرة سوريا إلى الكويت؛ حيث عمل موظفا في "مجلس الإنشاء الكويتي"، ثم سكرتيرا لبلدية الكويت. التقى بكل من ياسر عرفات وخليل الوزير وغيرهما ممن أصبحوا فيما بعد قادة حركة "فتح"؛ حيث التحق بالحركة وأصبح عضوا فيها عام 1960.
شارك خالد الحسن في أعمال المؤتمر الفلسطيني الأول الذي عقد في مدينة القدس عام 1964 عن تنظيم حركة "فتح" مع كل من ياسر عرفات، وزهير العلمي، ومحمود عباس، ورفيق النتشة، وخيري أبو الجبين، وكمال عدوان، وهاني القدومي. وقد ضم المؤتمر الفلسطيني الأول ما لا يقل عن 15 شخصا من حركة "فتح".
أصبح خالد الحسن عضوا في اللجنة المركزية للحركة عام 1967 بعد أن تفرغ للعمل فيها. وفي عام 1969 أصبح عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن حركة "فتح"؛ إذ تولى منصب "رئيس الدائرة السياسية" فيها حتى العام 1971.
تسلم خالد الحسن مهمة "مفوض التعبئة والتنظيم" في حركة "فتح" منذ عام 1971 وحتى عام 1974؛ فأثرى التنظيم بالنشرات الفكرية والأدبيات.
تسلم منذ مطلع الثمانينيات مسؤولية الإعلام في حركة فتح، وأصدر ما يزيد على عشرين كتابا منها: الدولة الفلسطينية شرط للسلام العادل، والاتفاق الأردني الفلسطيني، والعلاقة الإسرائيلية الأميركية، ويوميات حمار وطني، وقبضة من السلام الشائك، والقيادة والاستبداد.
توفي في الرباط في اليوم السابع من تشرين الأول عام 1994، وقد ووري جسده الثرى في اليوم التاسع منه، بعد رحلة عطاء طويلة في خدمة وطنه وشعبه.
منحه الرئيس محمود عباس بتاريخ 27 تشرين الثاني 2013 وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا؛ تقديرًا لدوره التاريخي والنضالي كأحد القادة المؤسسين في تاريخ الثورة الفلسطينية، وتثمينا عاليا لدوره الفكري والسياسي الرصين.
ـــــ
م.ل