نابلس 25-1-2022 وفا – زهران معالي
سيطرت مشاهد التحطيم والخراب على طول الطريق الممتدة من مفرق بلدة بيتا إلى حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس، في تمام الساعة 5:30 من مساء أمس الإثنين، بعدما عربد قرابة 30 مستوطنا على ممتلكات المواطنين.
نحو 51 مركبة و4 محلات تجارية، كانت حصيلة ما جرى في بلدة حوارة، بعد أن انقض قرابة 30 مستوطنا من "شبيبة التلال" المتطرفة، على رشقها بالحجارة وتحطيم زجاجها بالعصي، تحت حماية جنود الاحتلال الذين وقفوا يراقبون المشهد عن بعد.
كايد حواري صاحب أحد المحلات التي تعرضت للتدمير ويعمل بمجال الأدوات الصحية، تحدث لـ"وفا"، بأن قرابة 15 مستوطنا هاجموا محله التجاري بالحجارة والعصي لعدة دقائق، ودمروا عدة مركبات كانت متوقفة أمام المحل.
"التدمير حدث أمام جنود الاحتلال الذين كانوا يراقبون الاعتداء داخل ثلاثة جيبات عسكرية مقابل المحل، ولم يحركوا ساكنا".. يضيف حواري.
ويشير حواري إلى أن المستوطنين كبدوه خسائر بلغت قرابة 60 ألف شيقل، بعدما دمروا مركبته من نوع جيب موديل 2020، وحطموا واجهة محله الزجاجية ومراحيض ومغاسل وأدوات صحية داخل المحل.
ويوضح أنه اضطر للاختباء برفقة ابن شقيقه (13 عاما) والتحصن داخل مخزن صغير، خشية من اقتحام المستوطنين الذين كان بحوزتهم أسلحة نارية وغاز الفلفل وأدوات حادة، مضيفا "ابن أخي كان خائفا جدا ويبكي، وجل همي كان حمايته من جنونهم".
وينوه إلى أن شرطة الاحتلال حضرت صباحا للتحقيق في الاعتداء، لكنه يؤكد أنها لن تحصّل حقوق الفلسطينيين وأن هدفها فقط حماية المستوطنين واعتقال كل من يحاول صد هجومهم.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن المستوطنين المهاجمين من جماعة "شبيبة التلال" الصهيونية الاستيطانية المتطرفة، وكانوا يحتفلون بمناسبة إطلاق الشرطة الإسرائيلية سراح صديقهم المتهم بإلقاء قنبلة صوتية على منزل فلسطيني عقب قضائه عاما في السجن.
ويشير مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إلى أن مجموعة "شبيبة التلال"، هم من المستوطنين المتطرفين والقوميين المتدينين ويستوطنون في البؤر الاستيطانية، ويتخذون من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي قرى جنوب نابلس، مركزا لهم.
ويؤكد دغلس أن "ما يجري أشبه بهجوم المغول والتتار، لا يوجد أي قانون يردع تطرف المستوطنين وهجماتهم أو أي جهة دولية، وكل الاعتداءات تجري بحماية جيش الاحتلال".
ويرى دغلس أن تلك الاعتداءات تأتي في إطار الهجوم الجماعي والمنظم ومقدمة لمجازر قادمة للمستوطنين بحق المواطنين، والتي تتطلب درجة عالية من الحذر والانتباه من مخططاتهم وضرورة التصدي لها، مؤكدا أن الجميع بدائرة الاستهداف.
ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفق بيانات لحركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.
المواطن محمود سلمان والذي تعرضت مركبته للتحطيم، قال لـ"وفا"، إنه حضر لبلدة حوارة من مخيم عسكر القديم لشراء حاجاته، فتفاجأ بتعالي أصوات الموسيقى العبرية، والصياح، والضجيج بالشارع العام.
ويتابع سلمان: زوجته كانت تنتظره بالمركبة، وما أن خرج لمعرفة ما يجري، تفاجأ بهجوم عدة مستوطنين على مركبته بالحجارة والعصي وإطلاقهم الرصاص بالهواء، فسارع لإخراج زوجته والاحتماء داخل السوبرماركت.
"زوجتي ما زالت تعاني من الصدمة عقب الهجوم، وذهبت لإصلاح المركبة صباحا في حوارة، وبقيت على اتصال بي خشية من أي اعتداء جديد"، يضيف سلمان.
ويشير إلى أن "خسائره بلغت قرابة ألفي شيقل جراء الاعتداء، والمستوطنون حاولوا الليلة الماضية استهداف المركبات لزعزعة الأمن والأمان، كون الحركة التجارية النشطة في بلدة حوارة تستفزهم، ولكننا مستمرون في الشراء من البلدة، ولن يرهبنا جنونهم".
وشهدت عدة مناطق بالضفة الغربية تصاعدا ملحوظا باعتداءات المستوطنين وهجماتهم، والتي نتج عنها عدة إصابات واستشهاد مواطنة من بلدة سنجل بعدما دهسها مستوطن، وتدمير محتويات عشرات المنازل واقتلاع مئات الأشجار.
ـــــــــ
/س.ك