أهم الاخبار
الرئيسية محلية
تاريخ النشر: 10/11/2021 11:57 ص

برعاية الرئيس: إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل عريقات

اريحا 10-11-2021وفا- برعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، انطلقت في محافظة أريحا والأغوار، اليوم الأربعاء، فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائد والمناضل الوطني الكبير الدكتور صائب عريقات.

وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في كلمة متلفزة بثها تلفزيون فلسطين، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائد عريقات، إن رحيله يمثل خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا.

وأشاد سيادته، بمناقب الفقيد الكبير، ودوره في رفع راية فلسطين عاليا في المحافل العربية والإقليمية والدولية كافة.

وأضاف سيادته أن ذكرى المناضل عريقات باقية في قلوبنا وعقولنا، وموجودة في إرثه الكبير الذي تركه في كتبه وكلماته ومواقفه الوطنية والنضالية الصلبة، وفي صبره وتحمله من أجل التمسك بالثوابت الوطنية، التي لم يحد عنها يوما.

وقال محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، في كلمته، نستذكر اليوم قائدا وطنيا كبيرا عاش وضحى من أجل احقاق الحقوق الوطنية واقامة دولتنا الفلسطينية واعادة الهوية الوطنية الى الوجود.

وأضاف، في هذا اليوم نؤبن أخا عزيزا آمن بحتمية الانتصار وبحق شعبنا بالعيش بحرية وكرامة، أمام تعنت اسرائيل التي تستمر في ارتكاب الجرائم بحق شعبنا الذي قدم الشهداء والجرحى.

وأشار إلى أن المناضل الكبير عريقات كان حريصا على مشاركة ابناء المحافظة في مناسباتهم وكان قريبا من الجميع.

وأعلن نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، أن الرئيس محمود عباس قرر منح الشهيد الراحل صائب عريقات وسام نجمة القدس من الدرجة العليا، تقديرا لمسيرته النضالية المشرفة دفاعا عن القضية الفلسطينية، وسعيا لأجل الحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس.

وأضاف: "يشرفني باسم اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن أشارككم ذكرى احياء صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المناضل المتميز، والفارس في العديد من الحقول وميادين العمل النضالي، وبذل جهدا متميزا من أجل حرية شعبه.

وتابع: "الدكتور صائب كاستاذ جامعي تمكن من التأثير في جيل كبير من الشباب، وكان مفكرا اكتسب خبرة من تجاربه الطويلة، فيما تشكل كتبه مرجعا للباحثين".

وقال العالول: "صائب مناضل قاد وغطى هامشا هاما في عملنا ونضالنا، الذي له علاقة بالجانب السياسي والعلاقات الدولية وإدارة المفاوضات التي مارسها بالتزام وثبات رغم أنها مهمة صعبة وكانت بحاجة إلى مناضل يتمتع بصلابة الموقف ومتمسك بالثوابت".

وأشار العالول إلى أن الراحل عريقات كان قناة اتصال فاعلة لا تتوقف عن بذل كل الجهود بين أبو عمار والعالم إبان حصار مقر الرئاسة، وكان لا يعرف الجمود أبدا، ولا يتوقف عن طرح الأفكار، وكان يحول الجمود إلى حركة، ويحرص على إعادة تسليط الضوء على قضية شعبه بشكل دائم.

وحول الأوضاع السياسية، قال العالول: نعيش ظروفا صعبة تحت حصار وضغوط شديدة لدفعنا لتقديم تنازلات بشأن قضايا أساسية، والتراجع عن بعض الثوابت الفلسطينية وقضية الأسرى والمناهج والقبول بالاستيطان، حتى ان البعض سمح لنفسه بالتدخل في شؤوننا الداخلية، لكن نقول كل ذلك هو محاولة للتهرب من الملف السياسي، وتطبيق القرارات الدولية المنصفة لشعبنا، وإنهاء الاحتلال، في وقت نخوض فيه حوارا داخليا ناجحا على مستوى الفصائل، ونتابع مع المنظمات الدولية في مسعانا لإنهاء الاحتلال".

وأكد العالول: "هذه المرحلة عنوانها نضال الأسرى وحريتهم، وهي عنوان دائم بالنسبة لنا، والتي برزت بشكل اكبر بعد تمكن ستة اسرى من نيل حريتهم، داعيا جماهير شعبنا إلى مساندة الأسرى المضربين عن الطعام والمرضى، مؤكدا أن تضحية الأسرى لا يوازيها تضحية أخرى.

وقال: "رغم الأوضاع الصعبة التي نعيشها، والحصار المفروض علينا والضغوط التي نتعرض لها، لكن لدينا القدرة كقيادة وشعب فلسطيني، على الصمود وإفشال كل المخططات الهادفة إلى تصفية قضيتنا".

من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، في كلمة اللجنة التنفيذية للمنظمة، "لقد كرس الراحل عريقات كل حياته، من أجل تحقيق أهداف شعبنا الوطنية في إنهاء الاحتلال العسكري والاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشرقية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وتأمين حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم وممتلكاتهم عملا بالقرار الدولي رقم 194.

وأضاف: لعب الراحل عريقات أثناء عمله الجامعي والصحفي والسياسي وكذلك من خلال تأليفه عددا هاما من الكتب القيمة دورا بارزا في تثقيف وتربية الأجيال الشابة، ومن أجل بناء دولة فلسطينية مدنية وفقا لما جاء في إعلان الاستقلال الفلسطيني، دولة تضمن ترسيخ الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني، وكذلك ضمان الحريات للجميع وتحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وضمان تنفيذ القوانين ومواءمتها مع القوانين والمعاهدات الدولية التي اعترفت بها دولة فلسطين.

وأشار إلى أن المناضل عريقات لعب دورا رئيسيا على الصعيد الدولي من خلال متابعته واتصالاته اليومية مع المسؤولين في معظم دول العالم والمؤسسات الدولية بفضح السياسات الأميركية والإسرائيلية، وبأنها تمثل انتهاكا فظا للقوانين الدولية ولقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع الفلسطيني– الإسرائيلي، ما أدى ذلك لرفض المؤسسات الدولية ومعظم دول العالم وفي مقدمتها روسيا الاتحادية والصين الشعبية والاتحاد الأوروبي لهذه السياسات الاميركية والإسرائيلية، خاصة "لصفقة القرن" وتهجير سكان القدس الشرقية المحتلة وتهويدها وخطة الضم الإسرائيلية لمعظم أراضي الضفة الغربية المحتلة، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية لحل الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي وبما يضمن إنهاء الاحتلال العسكري والاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي بشكل كامل عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عدوان عام 1967 وفي مقدمتها القدس الشرقية، وتمكين شعبنا من إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيرن عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتأمين حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها إبان سنوات النكبة.

وأكد أن الوفاء للراحل الكبير يتطلب المباشرة فورا بتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين والتي ساهم في إقرارها، مشددا على أن شعبنا سيبقى على العهد وسيتابع النضال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية والاجتماعية التي ناضل من أجل تحقيقها.

من جهته، قال رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي الـ48 محمد بركة، منذ رحل عريقات كنا في أكثر من محطة وطنية بحاجة لصوته، وهو الواضح والمتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية.

وأضاف إن عدم التقدم بالمفاوضات كان بسبب تمسك المفاوض الفلسطيني بحقوقه وثوابته، وكان صائب عريقات عنوان هذا التمسك.

ولفت إلى أن إسرائيل تحاول مقايضة شعبنا ببعض الأمور هنا وهناك مقابل تقديم تنازلات عن ثوابتنا،  ومثال على ذلك فهم يخلقون الجريمة والتمييز والعنصرية وبعد ذلك يأتون لمفاوضتنا على التنازل عن انتمائنا لشعبنا وأرضنا مقابل إنهاء الجريمة.

 ودعا بركة إلى ضرورة مواجهة الخطاب الإسرائيلي التفكيكي بخطاب فلسطيني مجمع، والالتفات إلى قضايانا الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

وفي كلمة السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة فلسطين، قال سفير المغرب لدى دولة فلسطين محمد الحمزاوي: "ترجل الفارس المناضل صائب عريقات عن صهوة حصانه الذي امتطاه دفاعا عن القضية الفلسطينية، فاستحق في تلك الحياة الاحترام والتقدير من كل الذين عرفوا شخصيته الفذة".

وأضاف ان تكريم وتأبين المناضل الكبير عريقات بكلمة لا يفيه حقه، وحق اسرته وذويه البارين بشعبهم ووطنهم اخلاقا وعلما ونضالا".

وتابع الحمزاوي: "لقد عرفنا في الراحل شخصية فريدة اجتمع فيها من المحاسن ما لم يجتمع بغيرها، وكان مثالا للمناضل الصلب الذي لا يلين، وكان مدافعا صلبا عن الحق الفلسطيني المشروع، وداعيا للسلام ومحاورا اكاديميا مقعنا ومقارعا بالحجة، وكان يسعى بشكل دائم إلى ايصال الصوت الفلسطيني إلى أروقة المحافل الدولية الكبرى والقوى الفاعلة المؤثرة عالميا".

وأردف: "كان معتزا بفلسطينيته مستبسلا في الدفاع عن قضية شعبه بكبرياء وشموخ وعزة نفس، وكنا نشعر نحن السفراء عندما نلتقي به سواء بمنظمة التحرير أو بمقر لجنة شؤون المفاوضات أننا أمام رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان شخصية دبلوماسية دولية بامتياز، حيث كنا نستلهم وننهل من مدرسة مميزة في القانون الدولي والعلاقات الدولية التي يمكن أن نسميها بمدرسة صائب عريقات".

بدورها، قالت دلال ابنة القائد الراحل عريقات، إن ارث والدها باقٍ كبياض العيون، فقد حمل الكوفية على كتفه وعمل بإخلاص إلى جانب الرئيس محمود عباس، والشهيد أبو عمار، على تكريس وجود منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

وأضافت، أوصانا بفلسطين وأرشدنا بحق الشعب الفلسطيني بالحرية والكرامة والسيادة، وبالوحدة الوطنية. وأشارت إلى عنوان كتاب والدها "انتصار الحياة لا يعني هزيمة الموت"، الذي كان عاكفا على كتابته قبل وفاته. وأنه سيُنشر قريبا بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية.

وبينت أن والدها الراحل أظهر صبرا وصمودا ومقاومة غير عادية في مواجهته للمرض بنفس التصميم والإرادة التي ميزت حياته المهنية، لتحقيق الحرية لفلسطين، والسلام العادل في المنطقة.

وقالت: سنسير على خطاك يا صائب حتى تتحقق الحرية لفلسطين وعاصمتها القدس.

ونوهت إلى أن السيرة الذاتية الرسمية لوالدها، تم انجازها بالتعاون مع فريقه في وحدة دعم شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، وهي متوفر الان باللغتين العربية والإنجليزية، كمرجع عن حياته المهنية والتعليمية.

وشارك في حفل التأبين الرسمي، الذي يقام في جامعة الاستقلال بمدينة أريحا، بدعوة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة "فتح": رئيس الوزراء محمد اشتية، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري، وعدد من الوزراء، وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلسطين، وممثلون عن القوى والفعاليات الوطنية.

وقرر الرئيس محمود عباس، منح القائد الوطني الكبير عريقات، وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا، في الذكرى الأولى لرحيله، تقديراً لمسيرته النضالية والوطنية المشرفة دفاعاً عن القضية الفلسطينية، وتثميناً لجهوده ومثابرته وتمسكه بالثوابت الوطنية، طوال سنوات نضاله، من اجل نيل شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته ذات السيادة بعاصمتها القدس.

وقبل انطلاق حفل التأبين، وضع المشاركون، اكليلا من الزهور على ضريح الراحل عريقات، كما افتتحوا ميدان وشارع "صائب عريقات"، قرب مبنى المحكمة في أريحا.

ـــــــ

 

أ.أ، إ.ر، ن.ع/ ف.ع، م.ج

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا