رام الله 17-7-2025 وفا– أحيت سفارة نيكاراغوا في فلسطين، مساء اليوم الخميس، الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الساندينية في نيكاراغوا، خلال حفل أُقيم في مدينة رام الله، بمشاركة أعضاء في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، ووزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلسطين، وممثلي النقابات والمؤسسات كافة.
وعبّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، عن أحرّ التهاني للأصدقاء النيكاراغويين بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الساندينية، مؤكدًا عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال إن العلاقات بين فلسطين ونيكاراغوا اتسمت بالتنسيق المستمر في مختلف المجالات، مشيرًا إلى العلاقات الدبلوماسية التي تم تعزيزها من خلال افتتاح سفارة دولة فلسطين في العاصمة ماناغوا، وافتتاح مكتب تمثيل دبلوماسي لنيكاراغوا لدى دولة فلسطين، وكانت من أوائل دول أمريكا الوسطى التي أقامت علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية كدولة مستقلة عام 1988.
وأضاف أن السفير مازن خفش، وهو من أصل فلسطيني، قدّم أوراق اعتماده كأول سفير لنيكاراغوا في سفارتها لدى فلسطين. كما دعمت نيكاراغوا، في عام 2013، فلسطين بصفتها عضوًا نائبًا في لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، واستخدمت خبراتها القانونية لإثارة قضايا أمام محكمة العدل الدولية، بسبب صادرات السلاح لإسرائيل.
وأشار إلى أن نيكاراغوا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في تشرين أول/أكتوبر 2024، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، ودعمًا له، استنادًا إلى علاقاتها التاريخية مع فلسطين، والتي تميزت بالتضامن والنضال المشترك ضد الاحتلال والاستعمار. كما أكدت القيادة الفلسطينية استمرارها في دعم نضال الشعب النيكاراغوي، لا سيما في وجه التدخلات الأميركية خلال ثمانينيات القرن الماضي.
وتحدث الأحمد عن اتفاقيات ثنائية في مجالات الثقافة، والتعليم، والزراعة، وتبادل المنح الدراسية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات تعود إلى الروابط المبكرة بين حركة "فتح" وجبهة التحرير الساندينية الحاكمة في نيكاراغوا.
ولفت إلى أن فلسطين كانت من أوائل الدول التي دعمت نيكاراغوا في وجه العقوبات الأميركية والتدخلات الخارجية، مؤكدًا أن نيكاراغوا وقفت دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وطالبت بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومحاسبة إسرائيل على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني أمام المحافل الدولية.
وقال: "لقد آن الأوان لوضع حد نهائي للاحتلال الإسرائيلي وجرائم المستعمرين، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، ومحاسبة إسرائيل على تلك الجرائم، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية كافة، وإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس، وتوفير الحماية الدولية له بأسرع وقت ممكن".
من جانبه، قال مستشار الرئيس للشؤون الدولية ومبعوثه الخاص رياض المالكي، إن العلاقات الفلسطينية النيكاراغوية مميزة، وتحدث عن تجارب نيكاراغوية في دعم الشعب الفلسطيني في وجه الجرائم الإسرائيلية.
وأوضح أن برلمان نيكاراغوا مرّر قرارًا يدعو لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، التي ترتكب حرب إبادة جماعية، وجرى بعد القرار بالإجماع قطع العلاقات الدبلوماسية معها. كما أشار إلى أن حكومة نيكاراغوا أكدت في بيان رسمي تضامنها مع الشعب الفلسطيني وقيادته، واعتبرت أن قرارها بقطع العلاقات مع إسرائيل يأتي التزامًا بالقانون الدولي والاتفاقيات التي تحكم العلاقات بين الدول.
كما أيّدت نيكاراغوا، وفق المالكي، دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، التي تتهمها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقال: "نشهد اليوم إبادة جماعية غير مسبوقة في قطاع غزة، وتهجيرًا قسريًا، ومصادرة وضمًا للأراضي في الضفة الغربية بما فيها القدس، بدعم عسكري وسياسي من الولايات المتحدة وحلفائها. وندعو إلى وقف هذه الإبادة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وانسحاب جيش الاحتلال، وبدء عملية التعافي وعودة السلطة الشرعية إلى غزة".
بدوره، قال سفير جمهورية نيكاراغوا الجديد لدى دولة فلسطين غادييل فرانسيسكو آرسه مايرينا: "نحن فخورون بوقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وبالعلاقات المميزة بين شعبينا، وسنواصل دعمنا حتى ينال الفلسطينيون حريتهم واستقلالهم".
وأضاف: "عملنا منذ عشرات السنين في نضال مشترك لخدمة شعبينا، والتخلّص من الاحتلال والإمبريالية".
من جهته، قال وليد حمدان، ممثلًا عن محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن العلاقات الفلسطينية النيكاراغوية عميقة، مستذكرًا زيارة الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى نيكاراغوا، ودعمه لنضالها ضد الإمبريالية، مؤكدًا أن "إرادة الشعوب لا تُهزم".
وشكر نيكاراغوا على وفائها لمبادئها في مناهضة الاحتلال، معبّرًا باسم الشعب الفلسطيني عن بالغ التقدير والامتنان للشعب النيكاراغوي.
وعُرض في ختام الحفل فيلم مصور بمناسبة ذكرى الثورة الساندينية، يؤكد على وحدة النضال بين الشعبين الفلسطيني والنيكاراغوي.
ــــــــ
ب.غ/ي.ط