أهم الاخبار
الرئيسية أخبار دولية
تاريخ النشر: 19/05/2025 11:45 م

مدرسة عمر بن الخطاب في الأرجنتين تحيي الذكرى الـ77 للنكبة

بوينس آيرس 19-5-2025 وفا- أحيت مدرسة عمر بن الخطاب التابعة للمركز الإسلامي في جمهورية الأرجنتين، اليوم الاثنين، الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين، بفعالية حضرها عدد من الشخصيات الرسمية والتربوية، إلى جانب 350 طالبا من المرحلة الثانوية من مدارس أرجنتينية في العاصمة (مدرسة عمر بن الخطاب، مدرسة دون بوسكو، مدرسة القس ألسينا الرعوية، مدرسة كريستو ري، المدرسة العربية الإسلامية في فلوريس، مدرسة سان بابلو، ومدرسة سانتا كروثا)، ولفيف من أهالي الطلبة.

واستُهلت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، أعقبها كلمة ألقاها القائم بأعمال سفارة دولة فلسطين، المستشار أول رياض الحلبي، أكد فيها أن النكبة الفلسطينية ليست مجرد حدث تاريخي مضى، بل مأساة مستمرة يعيشها الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا، في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على التهجير، والتطهير العرقي، والحصار، والقتل الممنهج.

وأشار الحلبي إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام وثمانية أشهر يُعد جريمة إبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزّل، من خلال القصف المستمر، وتدمير البنية التحتية، واستهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات النازحين، في ظل عجز المنظومة الدولية عن وقف هذه المأساة.

كما ندد باستخدام إسرائيل سياسة التجويع والحصار كأدوات حرب ضد الشعب الفلسطيني، موضحا أن منع إدخال المواد الغذائية والمياه والدواء والوقود إلى قطاع غزة يشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، ويهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين باستخدام الجوع كسلاح عقابي جماعي.

وتطرّق الحلبي إلى الوضع الكارثي الذي يشهده قطاع التعليم في غزة، إذ دمّرت قوات الاحتلال مئات المدارس والجامعات، وحُرم مئات الآلاف من الأطفال والطلبة من حقهم الأساسي في التعليم.

وأكد أن استهداف البنية التحتية التعليمية يُعد جريمة مزدوجة، لأنها تسلب الحاضر وتحاول محو المستقبل، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى من خلال تدمير المدارس إلى طمس الذاكرة، وكسر إرادة الفلسطينيين في البقاء والصمود.

وأضاف أن العدوان لا يقتصر على غزة، بل يمتد يوميًا إلى الضفة الغربية، إذ تنفذ قوات الاحتلال اقتحامات متكررة للمدن والبلدات والمخيمات، بما في ذلك القدس المحتلة، وتقوم بعمليات اعتقال تعسفية، وإعدامات ميدانية، وتوسيع الاستيطان، وتهجير السكان، في محاولة لترسيخ نظام فصل عنصري على كامل الأرض الفلسطينية.

وأكد أن إحياء ذكرى النكبة في مؤسسة تعليمية مثل مدرسة عمر بن الخطاب، وبحضور 400 طالب من مؤسسات تعليمية مختلفة، هو بحد ذاته فعل تضامني يسهم في تعزيز الوعي الجمعي، ونقل الذاكرة من جيل إلى جيل.

كما أشاد بالدور الريادي الذي يقوم به المركز الإسلامي في الأرجنتين في دعم القضية الفلسطينية، وبجهود المعلمين في تضمين تاريخ فلسطين ومأساتها ضمن العملية التعليمية.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يواصل نضاله المشروع من أجل حقه في العودة، وتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، خالية من الجدران والمستوطنات والاحتلال، مؤكدا أن هذا الحق لا يسقط بالتقادم.

وألقى الكاتب والمؤرخ، خوستابو روحانا، كلمة تناول فيها الخلفية التاريخية للنكبة، مسلطا الضوء على الأبعاد العميقة للكارثة التي حلّت بالشعب الفلسطيني عام 1948، والتي لم تكن مجرد مأساة إنسانية بل أيضاً جريمة سياسية أدت إلى اقتلاع شعب بأكمله من أرضه.

وأوضح روحانا أن ما تعيشه فلسطين اليوم هو امتداد مباشر لتلك المأساة التي لم تتوقف، بل تطورت بأساليب أكثر وحشية ومنهجية، مؤكدا أن من واجب المثقفين والمؤرخين كشف الحقيقة، وتوثيق الرواية الفلسطينية، والتصدي لمحاولات طمس التاريخ أو إعادة كتابته من منظور استعماري.

كما شدد على أهمية توعية الأجيال الجديدة في أميركا اللاتينية والعالم بالقضية الفلسطينية، وضرورة ربطها بالنضالات العالمية من أجل العدالة والحرية.

ودعا إلى استمرار الفعاليات الثقافية والتاريخية التي تعزز الوعي وتكسر الصمت، مشيرا إلى أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن القيم الإنسانية الكبرى.

من جهته، أكد مدير مدرسة عمر بن الخطاب، دييغو ماريانو ماليطا، في كلمته، التزام المدرسة، إلى جانب المركز الإسلامي في الأرجنتين، الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفهما إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل حقوقه المشروعة.

وأوضح أن إحياء ذكرى النكبة في مؤسسة تعليمية عريقة مثل عمر بن الخطاب يُعد رسالة واضحة بأن فلسطين حاضرة في الوجدان، وفي العقول، وفي البرامج التعليمية.

وأشار ماليطا إلى أن المدرسة لا تكتفي بإحياء المناسبات الوطنية الفلسطينية، بل تسعى فعليا إلى ترسيخ الوعي بالقضية الفلسطينية في الأنشطة التربوية والثقافية، معتبرا أن من واجب المؤسسات التعليمية في الأرجنتين أن تزرع في نفوس الطلبة روح التضامن مع القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وأن تكون منبرا للحقيقة في مواجهة التزييف الإعلامي ومحاولات طمس الرواية التاريخية.

ـــــ

و.أ

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا