- أكثر من 3 آلاف مستفيد من خدمات المركز
بيت لحم 29-12-2025 وفا- حذّر المركز الوطني الفلسطيني للتأهيل في مدينة بيت لحم من الارتفاع الملحوظ في انتشار تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية في المجتمع الفلسطيني، مؤكدا أن هذه الظاهرة باتت تشكل تحدياً صحياً واجتماعياً متزايداً، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال لقاء إعلامي نظمته وحدة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية في المركز الوطني الفلسطيني للتأهيل في مدينة بيت لحم، حيث جرى استعراض أحدث البيانات والإحصائيات المتعلقة بالحالات التي تلقت خدمات علاجية وتأهيلية منذ افتتاح المركز وحتى نهاية عام 2025.
وبحسب المعطيات التي عُرضت، بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز نحو 3113 مستفيدا، غالبيتهم من الذكور، في حين لوحظ زيادة تدريجية في عدد الإناث اللواتي تلقين خدمات علاجية ونفسية واجتماعية تراعي الخصوصية الجندرية، إضافة إلى تسجيل عشرات الحالات من الأطفال واليافعين الذين استفادوا من خدمات التدخل المبكر والدعم النفسي والوقائي.
وأظهرت الإحصاءات، أن محافظة القدس وضواحيها سجلت العدد الأعلى من الحالات المستفيدة، تلتها محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله والبيرة، فيما كانت النسبة الأقل من قطاع غزة، وهو ما عزته الجهات المختصة إلى عوامل تتعلق بآليات الوصول إلى الخدمات وتفاوت الإمكانيات.
كما لفتت البيانات إلى أن اضطرابات تعاطي الحشيش والقنب (THC) تصدرت نسب الإدخالات للعلاج، تلتها اضطرابات تعاطي المنشطات والأمفيتامينات، ثم المواد الأفيونية بما فيها الهيروين، إضافة إلى تسجيل نسب أقل لتعاطي المخدرات الصناعية والكوكايين، فيما شكلت اضطرابات تعاطي الكحول النسبة الأدنى من مجموع الحالات.
وفي هذا السياق، قال مدير المركز الوطني الفلسطيني للتأهيل سائد البلبيسي، إن هذه الأرقام تعكس واقعاً مقلقا يتطلب تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية، ليس فقط على مستوى العلاج، بل في الوقاية والتوعية المبكرة، خاصة بين فئة الشباب والأطفال.
وأضاف البلبيسي أن المركز يقدم حزمة متكاملة من الخدمات العلاجية والتأهيلية، تشمل التقييم الطبي الشامل، والعلاج الدوائي، والعلاج النفسي الفردي والجماعي، إلى جانب الخدمات الاجتماعية، ودعم الأسر، وبرامج إعادة الاندماج المجتمعي، مؤكدا أن جميع الخدمات تقدم وفق مبادئ السرية والكرامة الإنسانية ودون أي تمييز، وبغض النظر عن وجود تأمين صحي.
وأشار إلى أن أنشطة الوقاية تشكل حجر الأساس في استراتيجية العمل، موضحا أن المركز ينفذ حملات توعوية مجتمعية، وبرامج وقائية موجهة لطلبة المدارس والجامعات، وورش عمل للأهالي والشباب، إضافة إلى تدريب الكوادر الصحية والنفسية على الكشف المبكر والتعامل المهني مع الحالات.
وأكد البلبيسي أن مواجهة آفة المخدرات ليست مسؤولية جهة واحدة، بل مسؤولية وطنية جماعية، داعيا إلى تعزيز الشراكة بين المؤسسات الرسمية والأهلية ووسائل الإعلام، لما لها من دور محوري في نشر الوعي وبناء مجتمع آمن وخال من هذه الظاهرة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى دعم منظومة الوقاية والعلاج من الإدمان، وتعزيز التكامل بين الجهات ذات العلاقة، بما يسهم في الحد من انتشار المخدرات وحماية الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع الفلسطيني.
ـــــــــ
و.ك/ م.ع


