أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 28/12/2025 04:08 م

عائلة مرار بخربة "يانون" تواجه التهجير القسري

 

نابلس 28-12-2025 وفا- بدوية السامري

تعيش عائلة واحدة في خربة يانون جنوب نابلس هذه الأيام صراعا في وجه التهجير القسري الذي يحاول المستعمرون فرضه بالإرهاب، والعنف الذين يمارسونه منذ سنوات على أهالي الخربة.

حتى الساعة الرابعة عصر اليوم الأحد هي المهلة التي أعطى المستعمرون لعائلة راشد مرار لمغادرة الخربة، بعد أن تم تهجير أغلب العائلات الأخرى في وقت سابق، وإغلاق المدرسة الحكومية فيها.

ويعاني سكان الخربة منذ سنوات من تحديات يومية، تحولت إلى كفاح يومي من أجل البقاء على الأرض، في وجه الاعتداءات المتكررة من قبل المستعمرين، على المواطنين وممتلكاتهم، وأراضيهم، أدت إلى التهجير القسري لأغلب العائلات فيها.

الخربة التي كان يسكن بها 16 عائلة، بدأوا بالتهجير القسري منها شيئا فشيئا حفاظا على أمان حياتهم وحياة أبنائهم من همجية المستعمرين، حتى بقيت عائلة واحدة فقط تصارع البقاء فيها.

وتعتبر خربة يانون منطقة تاريخية ذات أهمية أثرية، تعود أصولها إلى العصور القديمة، ولها مكانتها من ناحية التراث والثقافة الفلسطينية، إذ تمكنت هذه القرية من الاحتفاظ بهويتها رغم الضغوط والقسوة التي واجهها سكانها.

وقال محافظ نابلس غسان دغلس، إن ما يجري في يانون خطير، وسياسة الاحتلال والمستعمرين والتي تطال جميع الخرب حاليا، هي لفرض سيطرتها أكثر وأكثر على الأراضي والقرى الفلسطينية، فالاحتلال يمارس أعمال الهدم من جهته، والمستعمرين أعمال الارهاب والعنف بحق المواطنين.

وناشد العالم والمجتمع الدولي لحماية المواطن الفلسطيني، من الاحتلال ومستعمريه، الذين يستهدفون جميع أشكال الحياة في فلسطين.

بدوره، أوضح رئيس بلدية عقربا، صلاح بني جابر، أن 16 عائلة كانت تسكن الخربة على مدار عقدين من الزمن، وبدأ التضييق عليهم، وملاحقتهم في أمور حياتهم، ومنعهم من التنقل، والزراعة وممارسة أعمالهم اليومية والعملية، وتهديدات عدة، من قبل المستعمرين من خمس مستعمرات حول الخربة، خصوصا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ولفت إلى أن تلك الاجراءات أدت إلى هجرة السكان منها لضمان أمانهم وسلامة أبنائهم، إلى أن بقيت عائلة واحدة، تم اعطاؤها مهلة حتى نهاية هذا اليوم بالإخلاء من منزلهم.

وقال بني جابر: إنه تم إخلاء المدرسة الأصغر في الشرق الأوسط أيضا، والتي كانت تحوي 16 طالبا، حفاظا على سلامة الطلبة والمعلمين، بسبب اعتداءات المستعمرين المستمرة بحقهم، وحق المعلمين هناك، داعيا كافة الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية للتدخل لإعادة العائلات، والدراسة، والحياة للخربة، وضمان أمان واستقرار ساكنيها، بسبب مضايقات المستعمرين المتكررة.

وأشار إلى أن ما يحصل في الخربة حاليا من تهجير، والصمت على ما يجري يهدد باقي الخرب في الوطن، ومن ثم جميع أراضي الوطن.

وكان تم الاستيلاء على غالبية أراضي خربة يانون لصالح المستعمرات والبؤر الاستيطانية، المقامة حولها وعددها خمس مستعمرات وبؤر توسعت على حساب أراضي المواطنين.

من ناحيته، قال مدير تربية وتعليم جنوب نابلس سامر الجمل، إن الوزارة حريصة على تثبيت المواطن بأرضه، وقامت بافتتاح المدرسة منذ سنوات، وتوفير حافلة لنقل الطلبة منها وإليها، وقامت بزيادة عدد الطلبة من خلال نقل عدد من طلبة سكان قرية عقربا القريبة إليها، لاستمرار العملية التعليمية داخلها.

وأضاف أنه بسبب التضييق على المواطنين والطلبة وأهاليهم، واعتداءات المستعمرين، والاحتلال، على الطلبة والمعلمين، والأهالي، انتقل عدد من الطلاب، للحفاظ على أمانهم من المستعمرين، ولم يبق لا طلبة ولا معلمين يستطيعون الوصول إلى هناك، خوفا على حياتهم.

وأشار بأن التربية والتعليم تبحث حاليا عن بديل للمدرسة بحيث تقع في منطقة قريبة مصنفة (ب)، فهدف التربية والتعليم الأساسي، تثبيت المواطن على أرضه، ودعمه، وتوفير كل سبل العيش الكريم له.

وقالت بلدية عقربا في بيان صدر عنها أمس إنه منذ أيام، تشهد خربة يانون عمليات لمحاولة تهجير قسري واقتلاع للمواطنين من أراضيهم، مؤكدة أن ما يحدث من عملية تهجير لم تكن وليدة حدث طارئ بل كانت نتيجة لسنوات طويلة ومريرة من المضايقات والحصار والعزل قوبلت بعزيمة وصبر وصمود لعدد قليل من العائلات التي وقفت في وجه الظلم في أكثر الظروف حساسية وتعقيدا.

وأهابت بلدية عقربا، بالجهات المختصة للوقوف أمام مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية وإنقاذ ما تبقى من يانون بتحويل ما يحدث من تهجير إلى حالة من العمل وتقديم كل الدعم اللازم وفي كافة المجالات لتثبيت المواطنين في أراضيهم وبيوتهم.

ــــــــــ

ب.أ/ م.ل

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا