رام الله 16-12-2025 وفا- خالد تايه

بعد عامين من العمل المتواصل، والتحديات القاسية، والتغييرات المتكررة، والإصرار الذي لم ينكسر رغم الظروف الصعبة، حانت أخيراً لحظة الحقيقة: الممثلون في أماكنهم، فريق العمل جاهز.. الكاميرات مضاءة.. والجمهور على موعد مع اكتشاف حكاية "ابن الشيخ".

مسلسل "ابن الشيخ" هو عمل تلفزيوني فلسطيني بحت، كُتب بقلم فلسطيني، وأُنتج بأيدٍ فلسطينية، ويضم طاقم تمثيل فلسطينيا 100%.

العمل من إنتاج شركتي إيليا وكوادر للإنتاج الفني، ويصفه صنّاعه بأنه المسلسل الفلسطيني الأول من نوعه. وقد عُرضت أولى حلقاته على منصة يوتيوب في 12 ديسمبر الجاري.

وجاء إطلاق المسلسل من خلال عرض احتفالية خاصة أقيمت في سينما القصبة بمدينة رام الله، حيث شهد الحضور، من فنانين وصنّاع أفلام ومهتمين بالشأن الثقافي، عرض الإعلان الترويجي والحلقة الأولى من العمل.

المسلسل من إخراج محمد نجار، الذي يشارك أيضًا في التمثيل، إلى جانب أمير زبّانة وأحمد أبو فخيدة، مؤلف رواية "هكذا كنت أظن" التي يستند إليها العمل دراميًا. ويتناول "ابن الشيخ" مجموعة من القضايا الاجتماعية التي تمس الشباب الفلسطيني عبر 15 حلقة تتخللها شخصيات تحاول فهم واقعها ومواجهة التحديات داخل مجتمعها.

ويضم العمل مجموعة من الممثلين الشباب، من بينهم: محمد نجار، وبشار زغارنة، وميس حجاوي، وزكريا سلامين، وبراء مويس، وإبراهيم عويس، وعيسى حتو، وامتياز شكيب، وأيهم الشيخ، وغيرهم. اللافت أن المسلسل يشكّل التجربة التمثيلية الأولى لأغلبية المشاركين.

ويجسد محمد نجار شخصية «خالد»، واصفًا إياها بأنها شخصية جدلية تقدم زاوية مختلفة عن المألوف. وقال: «النص جذبني بشكل غير مسبوق، لأنه لا يقدّم إجابات جاهزة، بل يطرح أسئلة ويتحدى وعي المشاهد». وأضاف: نحتاج إلى التعمق أكثر في تحليل الأمور، فليس كل ما يبدو جيدًا من الخارج يحمل المعنى نفسه في الداخل.

واعتبر نجار أن العمل يمثل «لحظة تاريخية للدراما الفلسطينية»، مؤكدًا أن المسلسل يرفض الصورة النمطية المعتادة، ويقدّم الفلسطينيين كأناس عاديين يخطئون ويتعبون وينكسرون، لكنهم في النهاية يحققون انتصاراتهم الخاصة.

من جانبه، يلعب زكريا سلامين دور «كرم»، وهو طالب يواجه تحديات فرضتها ظروف البلد. وأوضح أن انجذابه للدور جاء من نمط الحياة الذي يعكسه، مشيرًا إلى أن العمل يسلط الضوء على الضغوط التي يعيشها الشباب، والتي قد تقودهم أحيانًا إلى طرق خاطئة.

أما عيسى حتو، الذي يجسد شخصية «فادي»، فرأى أن الشخصية تشبهه كثيرًا في الواقع، وعبّر عن شعوره بالمسؤولية للمشاركة في عمل يناقش قضايا الشباب الفلسطيني بأسلوب متزن وواعٍ.

وتحدث مدير الإنتاج ومهندس الصوت وسيم أبو ذهيبة عن الصعوبات اللوجستية التي واجهها الفريق، لا سيما التنقل بين مدن الضفة الغربية ونقل المعدات، إضافة إلى غياب الدعم والرعاية. ورغم ذلك، أعرب عن ثقته بأن المسلسل سيحقق حضورًا مميزًا ومختلفًا عن السائد.

بدورها، عبّرت ميس حجاوي، التي تؤدي دور «حنين»، عن حماسها لرؤية تفاعل الجمهور، ووصفت شخصيتها بالمحافظة التي تعطي أولوية لكلام والدها. وأكدت أن بساطة الشخصية لا تقلل من تأثيرها في مجريات الأحداث، مشيرة إلى أن واقعية القصة دفعتها إلى المشاركة في العمل.

أما بشار الزغارنة، الذي يؤدي دور البطولة بشخصية «سامي»، فوصفه بأنه شاب مجتهد من عائلة متوسطة الحال، لافتًا إلى أنه يجسد شخصيتين في آن واحد، وهو ما شكّل تحديًا جذبه إلى المشاركة. وأكد أنه استعد للدور بعناية كبيرة، آملاً أن يلمس الجمهور تطور الشخصية وتغلبها على الصعوبات.

وتؤدي امتياز شكيب دور «أم عمرو»، وهي امرأة متزوجة من رجل أعمال مثير للشبهات، وتعاني الإهمال العاطفي رغم الاستقرار المادي. وأوضحت أن الشخصية تمثل شريحة واسعة من النساء، معربة عن فخرها بالمشاركة في عمل فلسطيني رائد خلال مرحلة صعبة، ومؤكدة أهمية الفن في نقل التجارب الواقعية وإضاءة شمعة أمل.

أما براء مويس، الذي يجسد شخصية «عمرو» النرجسية، فوصفها بأنها مليئة بالمفاجآت، مشددًا على أن قسوتها أحيانًا لا تعكس شخصيته الحقيقية، بل كانت سبب انجذابه إلى الدور. وأعرب عن اعتزازه بالمشاركة في إنتاج فلسطيني كامل، ما حمّله إحساسًا مضاعفًا بالمسؤولية، مضيفًا بروح مرحة أنه متحمس لرؤية سيارته على الشاشة.

ويشارك محمد ياسين بدور شرير، مؤكدًا أن أجواء العمل كانت مريحة وسلسة بفضل روح الفريق.

واتفق جميع الممثلين على وصف التجربة بأنها دافئة وعائلية، مشيرين إلى أن موقع التصوير كان أشبه ببيت ثانٍ لهم وأن الطاقم كان بمثابة عائلتهم الثانية.

بهذا، يفتح مسلسل «ابن الشيخ» نافذة جديدة للدراما الفلسطينية، مقدّمًا سردية مختلفة، جريئة، وقريبة من نبض الشارع، في محاولة لطرح الأسئلة بدل الاكتفاء بالإجابات الجاهزة.

ـــ

خ.ت/ م.ب