أربيل 3-12-2025 وفا- أحيت القنصلية العامة لدولة فلسطين في إقليم كوردستان-العراق، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بفعالية سياسية وثقافية بحضور وزير الأوقاف بيشتون صادق ممثلاً عن رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، إلى جانب ممثل الأمم المتحدة فرانسيسكو ريفولتا-لاناو، رئيس بعثة الأمم المتحدة (يونامي) في أربيل، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، وأعضاء برلمان الإقليم، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، وإعلاميين، وأبناء الجالية الفلسطينية.
وفي كلمته، أعرب السفير ماهر الكركي، القنصل العام عن شكره وتقديره لقيادة وشعب إقليم كوردستان-العراق على دعمه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، موضحا أن إحياء هذا اليوم يأتي في الوقت الذي يمر به شعبنا بتحديات كبيرة في ظل حرب إبادة غير مسبوقة، أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت مئات الآلاف وقد بلغ عدد النازحين قسراَ 1,7 مليون نسمة، مما يستدعي تدخلا إنسانيا عاجلا لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان قطاع غزة ولاسيما مع دخول فصل الشتاء.
وأكد السفير الكركي في كلمته، أن الوضع الكارثي لا يقتصر على قطاع غزة بل يمتد إلى الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، حيث يتصاعد العدوان والهجمات والانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها المستعمرون بحماية قوات الاحتلال ضد المدنيين وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، والمحاولات الممنهجة لتغيير الوضع القائم التاريخي والقانوني في القدس والمسجد الأقصى.
كما تطرق السفير الكركي إلى الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس مع الشركاء الدوليين من أجل تثبيت الوقف الدائم للحرب وإطلاق عملية سياسية ذات جدوى تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2803.
وفي ختام كلمته، دعا السفير الكركي المجتمع الدولي إلى التحرك، وتجاوز مجرد البيانات والكلمات التي تدعو للسلام والتضامن إلى اتخاذ خطوت عملية ملموسة لتحقيق هذا السلام مرة وإلى الأبد.
بدوره، هنأ صادق القنصلية العامة لدولة فلسطين بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لافتتاحها في إقليم كوردستان، معتبرا أنها أصبحت جسرًا متينًا للتواصل وتعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد، أن يوم التضامن العالمي يذكّر بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وبأن القضية الفلسطينية قضية إنسانية عادلة تتصل بالحق والعدل والسلام.
وشدّد، على أن تضامن إقليم كوردستان مع فلسطين هو موقف ثابت ومتجذّر في الوجدان الشعبي وفي الرسالة الإنسانية للإقليم، فقد شهدت العلاقات بين الشعبين تاريخًا من الاحترام والتقارب، وتعزّزت عبر جهود القيادتين في دعم النهج السلمي ورفض التطرف.
وأضاف، أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى الإقليم عام 2009 تشكّل محطة بارزة أسهمت في ترسيخ العلاقات التاريخية، وكانت علامة فارقة في مسيرة الأخوّة بين الشعبين.
وأشار في كلمته إلى أن إقليم كوردستان يمثّل واحة للعيش السلمي بين جميع المكوّنات، ويواصل الحرص على إيصال الصوت الفلسطيني ودعمه، ويقف بقوة إلى جانب كل مبادرة تهدف إلى إحقاق السلام بوصفه الخيار الوحيد.
كما أكد أن المسؤولية الأخلاقية تحتم مواصلة العمل لإيصال صوت الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه في المحافل الدولية، وأن الإقليم يقف بثبات مع كل جهد يهدف إلى حماية المدنيين وفتح الآفاق السياسية.
وفي الختام، جدد باسم حكومة وشعب إقليم كوردستان التأكيد على دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، متمنيًا أن يعمّ السلام والكرامة والاستقلال، ومؤكدًا أن الإقليم سيظل إلى جانب الشعب الفلسطيني داعمًا لحرّيته العادلة، لأن السلام هو الخيار الوحيد والرصيد الإنساني الأسمى.
من جانبه، تطرق ممثل الأمم المتحدة في كلمته إلى المعاناة المروعة في قطاع غزة وما يشهده القطاع من أمراض وصدمات نفسية، مؤكداً استمرار معاناة الأسر بسبب الحرب.
وأشار إلى قتل العديد من العاملين في المجال الإنساني معظمهم من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، حيث لم يسبق أن قتل مثل هذا العدد منذ الحرب العالمية الثانية.
وطالب السماح بدخول قدر كافي من المساعدات الإنسانية لإنقاذ الأرواح في غزة، كما طالب المجتمع الدولي أن يواصل الوقوف بحزم مع "الأونروا" كونها شريان الحياة للفلسطينيين.
وأشار في كلمته إلى العدوان العسكري الإسرائيلي وعنف المستعمرين والتوسع الاستعماري وعمليات الاقتلاع والهدم والتهديدات في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وعلى هامش الفعالية، أقيم معرض لعدد من الفنانين التشكيليين، قدموا لوحات فنية جسّدت روح الأخوّة الفلسطينية–الكوردية. وتم عرض نسخة مختصرة عن الفيلم الوثائقي "من المسافة صفر" وتسجيل عن وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية حول التضامن الدولي مع فلسطين.

ـــ
ع.ف


