أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 12/11/2025 10:05 ص

بدعم من الجالية الفلسطينية في أميركا: وزارة الصحة تعزّز الخدمات التخصصية في مجمع فلسطين الطبي

تصوير: بهاء نصر/وفا
تصوير: بهاء نصر/وفا


رام الله ‏11-12‏-2025 وفا – بلال غيث كسواني

شهد مجمع فلسطين الطبي في رام الله نقلة نوعية وتطورًا لافتًا بعد تشغيل مجموعة من الأقسام التخصصية الجديدة، بدعم من الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية، ما يسهم في تعزيز الخدمات الصحية وتوطينها محليا وتقليل التحويلات الطبية إلى خارج منظومة القطاع الصحي الفلسطيني.

وتشمل الأقسام الجديدة، مركز الأوعية الدموية، وقسم صحة المرأة وسرطان الثدي، ومختبر علم الأمراض، ومختبر وظائف الرئة، وغرفة الأشعة للأطفال، وأجهزة الموجات فوق الصوتية المتنقلة، حيث تم تنفيذ هذه المشاريع الصحية بالشراكة بين منظمة "أطباء من أجل فلسطين" (PfPal)، والاتحاد الأميركي لأبناء رام الله-فلسطين، بتبرع سخي من السيد شوقي شاهين، وبالمتابعة والتنسيق الكامل مع وزارة الصحة الفلسطينية وإدارة مجمع فلسطين الطبي.

الدكتور رجائي خوري، نائب رئيس مجلس إدارة منظمة "أطباء من أجل فلسطين"، قال إن هذه الشراكة تمثل نموذجًا ملهمًا لقوة العمل الجماعي، ووحدة الهدف، وروح العطاء في تحقيق أثر ملموس يخدم أبناء شعبنا.

وأوضح لـ"وفا" أن الأجهزة والمعدات المتطورة التي تم تزويد الأقسام الجديدة بها، ستسهم في رفع دقة التشخيص، وتوسيع نطاق الرعاية التخصصية، وتحسين نتائج العلاج.

وتطرق إلى مبادرة فريق "حنان للإغاثة" التي تساهم في تطوير قطاع الرعاية الصحية في فلسطين من خلال برنامج غسيل الكلى المنزلي، الذي يمكّن المرضى من تلقي العلاج بأمان في منازلهم، لافتا إلى أنها مبادرة حيوية تُكمل هذه الجهود الطبية الشاملة.

وأكد، أن هذه المبادرات مجتمعة تشكّل خطوة متقدمة نحو بناء نظام صحي أقوى وأكثر قدرة على الصمود لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني.

وتضم منظمة "أطباء من أجل فلسطين" أكثر من 50 طبيبًا ومتخصصًا في الرعاية الصحية ومتطوعًا من مختلف أنحاء الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأوروبا، وتعمل على تقديم الإغاثة الطبية، وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية، وضمان حصول كل إنسان على علاج يحفظ كرامته ويلتزم بأعلى معايير الأمان والجودة.

نموذج تكامل الجهود بين الداخل والخارج

مدير مجمع فلسطين الطبي الدكتور مراد بركات أكد لـ"وفا" أن تشغيل هذه الأقسام "يمثل نموذجًا حقيقيًا لتكامل الجهود بين الداخل والخارج"، مشيدا بالدعم النوعي الذي قدمته الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية، والذي أسهم في توفير أجهزة طبية متقدمة لم تكن متاحة من قبل داخل المستشفيات الحكومية الفلسطينية.

وشدد بركات على أن هذه المشاريع تعكس عمق انتماء أبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم لوطنهم وإصرارهم على توفير خدمات صحية تليق بالمواطن الفلسطيني دون الحاجة للسفر للعلاج خارج البلاد.

وأشار إلى الدعم المتواصل من منظمة "أطباء من أجل فلسطين"، والاتحاد الأميركي لأبناء رام الله للقطاع الصحي الفلسطيني بشكل عام، ولمجمع فلسطين الطبي في رام الله بشكل خاص، مثمنا التبرع السخي من ابن رام الله السيد شوقي شاهين، استمرارا لمسيرة العطاء الذي بدأها والده الراحل عزيز شاهين وشقيقه الراحل الدكتور نسيب شاهين.

وأوضح أن الأقسام التخصصية الجديدة وفرت خدمات طبية التي لم تكن متوفرة في المجمع، خصوصًا في مجالات هشاشة العظام وصحة المرأة وتشخيص وعلاج سرطان الثدي، وقسم علم الأمراض التشخيصي الذي تم تزويده بأحدث الأجهزة على مستوى العالم، ما يسهل على الأطباء الحصول على نتائج دقيقة وسريعة للفحوصات المأخوذة من المرضى، وكذلك قسم القسطرة الطرفية الذي سهل على المرضى الحصول على الخدمة في أماكن سكنهم دون الحاجة للذهاب لمستشفيات أخرى.

ولفت إلى أن إنشاء هذه الأقسام جاء في ظل ما يعانيه شعبنا جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، واحتجاز الاحتلال لعائدات الضرائب الفلسطينية "المقاصة"، الأمر الذي يهدد القطاع الصحي الفلسطيني، موضحا أن دعم أبناء شعبنا في الولايات المتحدة أسهم في تطوير الخدمات الصحية في المجمع، وتقليل التحويلات الطبية إلى الخارج.

خدمات متكاملة وتشخيص مبكر ودقيق

ومنذ افتتاحه في الأول من نيسان/أبريل الماضي، استقبل قسم صحة المرأة أكثر من 600 مراجعة، حيث يضم القسم مجموعة من الأجهزة المتخصصة والمتطورة لتشخيص سرطان الثدي بدقة، وأخذ خزعات، وفحص كثافة العظام، وتنظير عنق الرحم.

كما شهد قسم علم الأمراض (الباثولوجي) نقلة نوعية بعد تشغيل أجهزة حديثة ساهمت في رفع مستوى الدقة التشخيصية وتقليل زمن الحصول على النتائج بشكل كبير، ما أتاح المجال لإجراء الآلاف من الفحوصات، وتقليل الحاجة لإرسال العينات إلى مختبرات خارجية، ما انعكس مباشرة على سرعة التشخيص واتخاذ القرار الطبي.

آلاء عودة، فنية الأشعة في قسم صحة المرأة وسرطان الثدي في المجمع، أوضحت لـ"وفا" أن القسم يقدم تصوير الثدي بطريقة ثنائية (Bilateral Imaging) للنساء، وغالبًا يخدم المصابات بسرطان الثدي أو اللواتي يشعرن بوجود كتل أو تكلس في الثدي.

كما أشارت إلى أن قسم هشاشة العظام يخدم النساء والرجال من جميع الأعمار، خصوصًا مرضى السرطان والكلى والأمراض المزمنة التي تؤدي إلى هشاشة العظام، أو المرضى المقبلين على جراحات استبدال المفاصل.

وأكدت، أن الأجهزة التي تبرع بها السيد شوقي شاهين من خلال الشراكة بين منظمة "أطباء من أجل فلسطين" والاتحاد الأميركي لأبناء رام الله-فلسطين، هي أحدث النسخ عالميًا في مجال تشخيص الأمراض، ما يضمن تقديم أفضل خدمة للمواطنين.

وفي سياق متصل، قالت افتخار شجاعية، فنية المختبر في قسم فحص العينات، إن الأجهزة الجديدة تمكّن الأطباء من مشاهدة نوعية الخلايا بدقة عالية، وقد ساهمت هذه التقنيات في توفير الكثير من التكاليف المرتبطة بإرسال العينات إلى الخارج.

قسم الأوعية الدموية

يُعد قسم القسطرة الطرفية من أكثر الأقسام تأثيرًا وحيوية، حيث يقدم منذ عامين خدمات متخصصة في تشخيص وعلاج أمراض الأوعية الطرفية والقسطرة الدماغية، وقد تجاوز عدد الحالات التي تم التعامل معها 500 حالة من مختلف المحافظات الشمالية.

مسؤول القسم الدكتور أمير منصور أكد لـ"وفا" أن تشغيل هذا القسم المتخصص أدى إلى تقليل عدد التحويلات الطبية للخارج، والتي كانت تتسبب بتكاليف باهظة للمواطن والدولة، كما ساهم في تقليص فترة انتظار المرضى لإجراء الفحوصات الدقيقة والتدخلات العلاجية.

وأوضح، أن الأجهزة الحديثة المستخدمة تشمل القسطرة الطرفية والقسطرة الدماغية، التي لم تكن متاحة سابقًا في فلسطين، والجهاز هو الوحيد من نوعه في المنطقة ويخدم مختلف محافظات الوطن.

وأشار منصور إلى أن تكلفة العملية الواحدة أصبحت قرابة ألف دولار، مقارنةً بتكلفة تحويلة مماثلة خارج مستشفيات وزارة الصحة والتي كانت تصل إلى نحو 25 ألف شيقل.

خدمات تتجاوز الحدود الجغرافية

لا يقتصر أثر تشغيل هذه الأقسام الجديدة على محافظة رام الله والبيرة وحدها، بل يستقبل المجمع مرضى من مختلف محافظات الوطن. وقد ساهم توفر هذه الخدمات في تخفيف العبء المادي واللوجستي عن المرضى.

وكيل وزارة الصحة الدكتور وائل الشيخ قال لـ"وفا": "بفضل هذا الدعم السخي من الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، أصبح مجمع فلسطين الطبي قادرًا على تقديم خدمات متقدمة تضاهي المراكز الطبية المتخصصة، ما يعزّز قدرة القطاع الصحي الفلسطيني على خدمة المرضى بكفاءة عالية ضمن الإمكانيات المحلية المتاحة".

وأشار الشيخ أن الوزارة تعمل بشكل وثيق على تعزيز الشراكة المجتمعية مع أبناء شعبنا في الشتات، شاكرا مثل هذه المبادرات التي تصب في خدمة المواطنين وتساند جهود الوزارة في تطوير خدماتها، داعياً لمزيد من الدعم والمساندة خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها دولة فلسطين.

ـــــ

ع.ف

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا