- رئيس الوزراء: شعبنا في سباق مع الزمن ومع الاحتلال الذي يسعى إلى منعنا من تجسيد دولتنا على الأرض
رام الله 21-8-2025 وفا- وقّعت حكومة دولة فلسطين وجمهورية كوريا، اليوم الخميس، اتفاقيتين مهمتين، في مكتب رئيس الوزراء بمدينة رام الله، برعاية وحضور رئيس الوزراء محمد مصطفى.
وتهدف الاتفاقية الأولى إلى تعزيز قدرات فلسطين في مجال التكنولوجيا الابتكارية والتحول الرقمي من خلال مشروع بناء القدرات في البحث والتطوير للتكنولوجيا الابتكارية والتحول الرقمي في فلسطين، فيما تركز الثانية على الحفاظ على الموروث الثقافي في بلدة سبسطية بالضفة الغربية.
وخصصت جمهورية كوريا بموجب الاتفاقيتين 15 مليون دولار لصالح مشروع بناء القدرات في البحث والتطوير للتكنولوجيا الابتكارية والتحول الرقمي في فلسطين، و9 ملايين دولار لصالح مشروع التنمية الإقليمية المتكاملة في سبسطية، بما يعكس التزام الجانبين بدعم الاقتصاد الرقمي والتنمية المستدامة.
ووقّع الاتفاقية الأولى عن الجانب الفلسطيني، وزير التخطيط والتعاون الدولي إسطفان سلامة، ووزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، وعن الجانب الكوري مدير مكتب الوكالة الكورية للتعاون الدولي (كويكا) في فلسطين مينجونغ كيم، بحضور ممثل جمهورية كوريا لدى فلسطين يونغكول كو.
ويهدف مشروع بناء القدرات في البحث والتطوير للتكنولوجيا الابتكارية والتحول الرقمي في فلسطين إلى إنشاء المعهد الفلسطيني لأبحاث التكنولوجيا الابتكارية في رام الله، وتعزيز منظومة البحث العلمي في فلسطين من خلال توفير خدمات السحابة العامة للباحثين والأكاديميين، وإعداد كوادر بشرية متميزة عبر برامج تدريبية ومنح دكتوراه وشراكات مع الجامعات والشركات، وتشجيع عودة الخبرات الفلسطينية من الخارج، إضافة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين الأكاديمي والخاص.
أما مشروع التنمية الإقليمية المتكاملة في سبسطية فقد وقّعه عن الجانب الفلسطيني إسطفان سلامة، ووزير الحكم المحلي سامي حجاوي، وعن الجانب الكوري مينجونغ كيم، بحضور ممثل جمهورية كوريا لدى فلسطين يونغكول كو.
ويهدف المشروع إلى تحسين الإمكانات السياحية في سبسطية واستثمارها من خلال الحفاظ على تراثها الثقافي، وتنشيط الاقتصاد المحلي عبر مبادرات تنموية مجتمعية، وتعزيز الصمود الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة، وخاصة النساء والأطفال، عبر إنشاء مركز لبيع الحرف اليدوية وتجارب الزوار باستخدام البيوت التراثية التقليدية الشاغرة، وتشغيل التعاونيات ومجموعات الادخار للأنشطة الاقتصادية المستدامة، وإنشاء مركز مجتمعي متعدد الأغراض ووضع خطط للأنشطة التي تضمن الاستخدام الفعّال له.
وقال رئيس الوزراء: "المشاريع التي تم توقيعها تصب في برامج الحكومة لتوطين الخدمات وبرامج التحول الاقتصادي، خاصة أن لها تأثيرا واضحا في الحكم المحلي من خلال مشروع سبسطية، وفي قطاع التعليم من خلال برنامج الذكاء الاصطناعي، وتطوير القوى البشرية اللازمة، وإطلاق مبادرات وبرامج الذكاء الصناعي في المرحلة المقبلة، وأيضا تدعم برنامجنا الآخر في التحول الرقمي الذي بدأت معالمه تتحقق على الأرض من خلال المزيد من الاستخدامات لهذه التكنولوجيا الحديثة لتقديم الخدمات للمواطنين".
وأضاف رئيس الوزراء: "شعبنا في سباق مع الزمن ومع الاحتلال، الكل يريد أن يثبت روايته ورؤيته على أرض الواقع، فكل محاولات الاحتلال تسعى إلى منعنا من تجسيد دولتنا على الأرض، ونحن في المقابل نعمل مع الأصدقاء من كل أنحاء العالم بما في ذلك الأصدقاء من كوريا، من أجل حق شعبنا في قيام دولته المستقلة، لأن هذا حق طبيعي يدعمه كل الشرفاء والأصدقاء في العالم، ونذكر أن برنامج دولة فلسطين السياسي والدبلوماسي يحقق إنجازات كثيرة ومتعددة، إذ إن الإجماع الذي حصل في المؤتمر الدولي في نيويورك قبل أسابيع خير دليل على اهتمام العالم بدعم جهود القيادة الفلسطينية من أجل تحقيق وتجسيد دولتنا على الأرض".
من جانبه، قال يونغكول كو: "من خلال هذين المشروعين، نهدف إلى إحياء الأمل والدفع بزخم متجدد في فلسطين، مع إرساء أساس صلب لمواصلة التعاون في السنوات المقبلة، كما نطمح إلى الإسهام في إرساء السلام والاستقرار الدائمين في فلسطين، مع التأكيد على التزام كوريا بأن تكون شريكاً أساسياً في هذا المسعى".
من جانبه، أكد سلامة عمق العلاقات الثنائية مع جمهورية كوريا، وأهمية تعزيز التعاون في مجالي التنمية والتخطيط الإستراتيجي، مثمنا دور كوريا في دعم المشاريع المشتركة وبناء جسور تعاون تخدم المصالح المتبادلة للشعبين.
من جهته، عبّر مدير مكتب كويكا في فلسطين مينجونغ كيم عن فخره "بتوقيع اتفاقيتين مهمتين، تعكسان التزام جمهورية كوريا المستمر بدعم أولويات التنمية في فلسطين وتعزيز الشراكة من أجل مستقبل أفضل".
سيمتد تنفيذ مشروع التنمية الإقليمية المتكاملة في سبسطية من عام 2025 حتى عام 2029، أما مشروع بناء القدرات في البحث والتطوير للتكنولوجيا الابتكارية والتحول الرقمي في فلسطين، فسيُنفذ من عام 2025 حتى عام 2031.
وتُعد هذه المشاريع نقلة نوعية في مسار التعاون الفلسطيني الكوري، إذ تُسهم في تعزيز صمود المجتمع الفلسطيني وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
ـــــ
ر.ح