رام الله 30-7-2025 وفا- بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، مع سفير البرازيل لدى دولة فلسطين جواو مارسيلو سواريس الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، والتحديات التشغيلية والسياسية التي تواجهها.
كما استعرض أبو هولي خلال الاجتماع الذي عقد بمقر السفارة البرازيلية بمدينة رام الله، اليوم الأربعاء، بحضور نائب السفير البرازيلي جرمانو كوريا، أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، واستهداف الاحتلال الإسرائيلي المستمر لها، والمستجدات التي تشهدها القضية الفلسطينية، والجهود الدولية لوقف حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية ضد شعبنا، وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وإنهاء الاحتلال.
وطالب أبو هولي، البرازيل، بمضاعفة تمويلها للأونروا، أو عودة تمويلها الى ما كان عليه في العام 2019، وتوقيع اتفاقية تمويل متعددة السنوات مع الوكالة الأممية قابلة للتنبؤ، وتشجيع "الأونروا" على إنشاء لجان وطنية في أميركا الجنوبية (دول ميركوسور) لجمع التبرعات لدعم ميزانيتها.
وأكد أهمية التحرك بشكل جماعي لحشد الموارد المالية للأونروا، لسد فجوة التمويل التي بلغت 200 مليون دولار في ميزانيتها للعام الجاري، محذراً من خطر توقف عملياتها في مناطق عملها الخمسة في مطلع شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، إن لم تحصل على تمويل إضافي جديد من المانحين.
وأشار أبو هولي إلى أن البرازيل من الممولين الرئيسيين للأونروا، وانضمت الى عضوية اللجنة الاستشارية لها في العام 2014، كأول دولة من أميركا اللاتينية، معرباً عن أمله بأن تلعب دورا مهما لحشد الدعم السياسي والمالي للأونروا، بعد ترؤسها للجنة الاستشارية للأونروا اعتباراً من 1 تموز/يوليو الجاري، وحتى 30 حزيران/يونيو 2026، خلفاً لإسبانيا.
وتابع: "تعد البرازيل داعما سياسيا قويا للأونروا، عبرت عنه من خلال رفضها للقانونين الإسرائيليين، والتأكيد على دور الوكالة المنقذ للحياة الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، وهي من أولى الدول التي انضمت ووقعت على مبادرة الالتزامات المشتركة لدعم الأونروا التي أطلقتها الأردن والكويت وسلوفينيا 22 آيار/مايو 2024 لمواجهة التحديات التشغيلية والسياسية والمالية، التي تواجه الأونروا".
وتطرق أبو هولي إلى السيناريوهات الأربعة التي تضمنها تقرير التقييم الاستراتيجي للأونروا، موضحاً بأنها تتعارض مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 302، ويتناقض مع مواقف الدول العربية المضيفة، ومع غالبية الدول الأعضاء، التي أكدت بضرورة التصدي للتحديات التشغيلية والمالية الحادة التي تتعرض لها الوكالة، لضمان استدامة خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين التي لا يمكن استبدالها الى حين إيجاد حل سياسي لقضتهم طبقا لما ورد في القرار 194.
وحث البرازيل باعتبارها رئيس اللجنة الاستشارية للأونروا بأن يكون موقفها داعم لولاية عمل الأونروا من خلال تمكينها من القيام بولايتها بحسب التفويض الممنوح لها بالقرار 302، ورفض المساس بتفويضها او نقل صلاحياتها الى حكومات الدول المضيفة والمنظمات الدولية بشكل تدريجي.
ووضع أبو هولي السفير البرازيلي في صورة الأوضاع الميدانية التي تشهدها مخيمات شمال الضفة العربية مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليها، إضافة لحرب الإبادة والتجويع التي يتعرض لها قطاع غزة والتي أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن مئتي ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح جلهم من الأطفال والنساء، ونزوح1.9 مليون فلسطيني، 2.4 مليون مجوّع.
وأوضح أن المواطنين في قطاع غزة يعانون من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث تحذر منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.
وأكد أهمية التحرك السياسي لدولة البرازيل مع الدول الاعضاء لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة والتجويع، وفتح المعابر وإدخال المساعدات، ورفض أية محاولات لتهجير سكانه، ووقف عمليات الضم للأرض الفلسطينية والتوسع الاستعماري وفرض "السيادة الإسرائيلية" على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الدعم السياسي والدبلوماسي الكامل للتوصل إلى حل الدولتين، وتمكين الأونروا من تقديم خدماتها بحسب التفويض الممنوح لها بالقرار 302.
من جهته أكد السفير سواريس دعم بلاده للدور الحيوي للأونروا المنقذ لحياة ملايين اللاجئين في مناطق عملياتها التي لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، لافتا الى أن البرازيل داعم سياسي قوي للوكالة الأممية، وستواصل عملها السياسي في المحافل الدولية لدعم تجديد ولايتها.
وأكد أن البرازيل من موقعها كرئيس للجنة الاستشارية للأونروا للدورة القامة ستعمل على تعزيز التحرك باتجاه القطاع الخاص لدعم الأونروا، وستساعدها في البحث عن شركاء وممولين جدد لدعم ميزانيتها وكذلك البحث عن نوافذ تمويل جديدة مبتكرة.
وشدد على أن البيئة التي تعمل بها الأونروا معقدة في ظل التحديات المالية والتشغيلية التي تواجهها، مشيرا إلى أن نظام الأمم المتحدة يواجه صعوبات مالية وسياسية لذلك لجأ الأمين العام أنطونيو غوتريش لعمل تقييم استراتيجي للأونروا، لافتا الى أن أعضاء اللجنة الاستشارية يقومون باتصالات مع ممثليهم في نيويورك لمراجعة التقرير وعمل تقييم.
وأكد السفير سواريس أن الأونروا خط أحمر ويجب المحافظة عليها، الى حين إيجاد حل سياسي لقضية اللاجئين طبقا لمقررات الأمم المتحدة، وأن جهود دول الأعضاء يجب أن تنصب بشكل مشترك للحفاظ على تفوض الوكالة وتمكينها من القيام بعملها الإنساني المنقذ للحياة.
ـــــ
ر.ح